قبل أكثر من عشرة أعوام تجولت أنا وأصدقائي في أكثر من دولة عربية وأوروبية، جذبنا إليها أن المنافسات الرياضية كانت من ضمن جدول الرحلة.. بعضهم عاشق للملاكمة وسباقات السيارات وآخر مباريات كرة القدم الأوروبية، كل منّا يعزف على وتره الرياضي.. بعض تلك الدول التي زرناها مساحتها صغيرة وإمكانياتها محدودة وبنيتها التحتية تحتاج إلى “بنية”، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها نجحت في استضافة حدث رياضي عالمي.. خلال حضورنا إحدى المنافسات وكانت في أحد سباقات السيارات يلتفت إليّ صديقي، ويقول: “احنا وش ينقصنا علشان نستضيف هذه السباقات؟!”.. لم أستطع الإجابة عليه وقتها، فلم أكن أمتلكها وحاولت تشتيت انتباهه بجعله يركز على السباق وسؤاله عن توقعاته بالفائز كونه مهتمًّا بالسيارات، لكن الأمر لم ينجح، عاد من جديد وكرر السؤال وضغط على وتر حساس وقال: “أنت صحفي مفروض يكون عندك إجابة ليش ما تكتب عن هذا الموضوع”.. أجبته: “لا أملك الإجابة، ولكن أعتقد أنه سيأتي يوم ونستضيفها ولا تسألني عن الطريقة”.. انتهى نقاشي مع صديقي حول هذا الموضوع.. واقتنع بإجابتي أو كما يقال بلغة الجيل الحالي “سلك لي”.. ما قاله صديقي هو لسان حال الكثير، نجد في بلادنا القدرة على استضافة أي حدث عالمي فالإمكانيات موجودة والمساحات متاحة، والمناخ والجغرافيا والتضاريس والقدرات البشرية متوفرة.. ولكن السؤال الأهم الذي نردده دائمًا: “وش ينقصنا؟”.. الإجابة عن هذا السؤال لم تكن محيرة بالنسبة لي فقط في ذلك الزمن، بل مئات الآلاف من الأشخاص لم يجدوا الإجابة المقنعة.. اليوم المملكة العربية السعودية أصبحت قبلة الرياضيين، أثبتت بلادنا تحت ظل القيادة الرشيدة ودعمها اللامحدود للرياضة والرياضيين بأنها قادرة على استضافة أي حدث عالمي مهما كبر، فلا يكبر على قدرات أبناء هذا الوطن الغالي.. أبرز الأحداث الرياضية.. المصارعة.. الملاكمة.. الفورمولا.. السوبر الإسباني.. السوبر الإيطالي.. رالي.. تنس.. وغيرها من المنافسات العالمية الكبرى التي نشاهدها فقط على الشاشة ولم نحلم يومًا بأنها تقام على أرضنا، اليوم أصبحت واقعًا.. تخطينا مرحلة استضافة حدث واحد فقط في المدينة.. في جدة بطولة السوبر الإسباني ورالي داكار في التوقيت ذاته.. نجاح هنا وآخر هناك.. الهيئة العامة للرياضة بقيادة الأمير الشاب عبد العزيز بن تركي الفيصل سخّرت كافة طاقاتها من أجل أن يكون التنظيم على أعلى المستويات.. وبالفعل تحقق ذلك.. الإشادات تأتي من كل الاتجاهات.. دعوني أبحث عن صديقي عاشق السيارات الجديد لأجيب له عن سؤاله وأقول له: “صحيح ما ينقصنا شيء”.. بالعزيمة وهمة الرجال لا وجود لكلمة محال..
مشاركة :