القاهرة 11 يناير 2020 (شينخوا) نعى قادة وزعماء الدول العربية بمزيد من الحزن والأسى، السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، الذي وافته المنية مساء أمس الجمعة عن عمر 79 عاما. وأكد القادة والزعماء العرب أن السلطان قابوس كان زعيما عظيما داعما لقضايا أمته العربية والإسلامية، وقائدا لنهضة سلطنة عمان. وأعلن ديوان البلاط السلطاني في عمان في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت) وفاة السلطان قابوس بن سعيد عن عمر يناهز 79 عاما، وذلك وفقا لبيان نشرته وسائل الإعلام العُمانية الرسمية. وأشار البيان إلى أن السلطان قابوس قاد "نهضة شامخة أرساها خلال 50 عاما منذ أن تقلد زمام الحكم في 23 من شهر يوليو عام 1970، ومسيرة حكيمة مظفرة حافلة بالعطاء شملت عمان من أقصاها إلى أقصاها، وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة، وأسفرت عن سياسة متزنة وقف لها العالم أجمع إجلالا واحتراما". ويعتبر السلطان قابوس الذي ولد في 18 نوفمبر عام 1940، الحاكم الثاني عشر لأسرة آل بو سعيد في سلطنة عمان، وهو صاحب أطول فترة حكم بين الحكام العرب، إذ تولى الحكم في 23 يوليو عام 1970. وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في تدوينة له على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، إن السلطان قابوس بن سعيد، "كان داعما دائما للقضايا العربية والإسلامية في شتى المواقف، ورائدا لنهضة سلطنة عمان". ووجه السيسي بإعلان حالة الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام، بحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي. ونعى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي ببالغ الأسي والحزن السلطان قابوس. وذكر الديوان الملكي السعودي، في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية، أن العاهل السعودي وولي العهد أعربا عن خالص التعازي وصادق المواساة للعائلة المالكة في سلطنة عمان، وللشعب العماني، وللأمة العربية والإسلامية في وفاة قائد سلطنة عمان ومؤسس نهضتها الحديثة. وقال رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في بيان أصدرته وزارة شؤون الرئاسة وأوردته وكالة الأنباء الإماراتية، "إننا ننعي اليوم زعيما من أبرز وأخلص أبناء الأمتين العربية والإسلامية أعطى الكثير لشعبه وأمته ووهب حياته دفاعا عن قضاياها بصدق وإخلاص وتجرد" . وأكد خليفة بن زايد ثقته الكاملة في نفاذ بصيرة وصلابة وقدرة شعب سلطنة عمان وقيادته الحكيمة كعهدنا بها على إكمال المسيرة المظفرة لفقيد الأمة في خدمة قضايا أمته والنهوض بمسيرة العمل العربي المشترك . وأمر الرئيس الإماراتي بإعلان الحداد لمدة 3 أيام اعتبارا من اليوم وتنكيس الأعلام خلالها بجميع الدوائر الرسمية داخل الدولة وسفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج. وأكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أن السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الراحل، كان قائدا حكيما كرس حياته لخدمة وطنه وشعبه وقضايا الأمتين العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن العالم فقد برحيله أحد رجاله العظام. وقال الصباح في برقية عزاء بعث بها، إلى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عمان الجديد، إنه فقد أخا عزيزا ورفيق درب، تربطه به علاقة شخصية مميزة، سادها الود والمحبة وتقاسم معه الأعباء والمسؤوليات. واستذكر أمير الكويت مواقف السلطان قابوس الخالدة تجاه الكويت، وقضاياها العادلة إبان الغزو العراقي للكويت، والرعاية الكريمة للمواطنين الكويتيين المتواجدين على أرض عمان خلال تلك الفترة، وإسهاماته في عملية تحرير الكويت، والتي ستظل دائما ماثلة في ذاكرة أهل الكويت. كما بعث ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد، برقيتي عزاء مماثلتين إلى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عمان الجديد. ونعى كذلك ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، السلطان قابوس في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وقال بن زايد "فقدت عمان الشقيقة والأمتان العربية والإسلامية قائدا حكيما، وقامة تاريخية كبيرة، رحم الله السلطان قابوس، رحل عنا أخا عزيزا ورفيق درب الشيخ زايد رحمه الله، تقاسما بحكمتهما وإخلاصهما النهوض بشعبيهما وخدمة وطنيهما". من جانبه قال الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رحل سلطان الوفاء والمحبة والحكمة (..). ونعى الديوان الملكي الأردني السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور سلطان عُمان الذي وافته المنية عن عمر يناهز 79 عاما. وأعلن الحداد على فقيد الأمة الكبير، في البلاط الملكي الهاشمي لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من اليوم السبت. وفي السياق نفسه، قدم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أحر التعازي للشعب العماني لفقدانه رجلا لعب الدور الأكبر في نهضة البلاد في العصر الحديث. وأكد أبو الغيط في بيان، أن الأمة العربية فقدت حاكما من طراز نادر، دأب خلال فترة حكمه على تبني خط مستقل لبلاده جنبها الكثير من الأزمات والصراعات التي اعتصرت المنطقة، كما انحاز انحيازا واضحا للتحديث والتنمية ونجح في نقل البلاد نقلة نوعية هائلة منذ تولى الحكم في 1970، حتى صارت على ما هي عليه الآن من استقرار وازدهار وانفتاح على العالم. وقال أبو الغيط إن السلطان الراحل لطالما لعب أدوارا إيجابية على صعيد الدبلوماسية العربية، وأنه كان صاحب رؤية بعيدة ونظر ثاقب في الشئون الدولية والعربية، مضيفاً أنه حظي باحترامٍ وتقدير كبيرين على صعيد عالمي. وصرح مصدر مسئول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن الأمانة العامة قررت تنكيس علمها مدة ثلاثة أيام حزنا على فقيد الأمة العربية. من جانبه، أكد الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي أن الأمة العربية فقدت بوفاة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، زعيما تاريخيا وقامة عربية كان له دور تاريخي بارز في بناء ونهضة السلطنة . وقال السلمي، في بيان، "إن السلطان قابوس قاد نهضة شامخة أرساها خلال 50 عاما منذ أن تقلد زمام الحكم في 23 يوليو عام 1970، وبعد مسيرة حكيمة مظفرة حافلة بالعطاء شملت عمان، وأسفرت عن سياسة متزنة وقف لها العالم أجمع إجلالا واحتراما". ونعى الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، الفقيد، قائلا "إن التاريخ يشهد للسلطان قابوس بأنه كان قائدا حكيما ومخلصا وداعيا وراعيا للسلام والحوار بين الناس، فاستحق أن يكون سلطان الحكمة، وقد عمل على نهضة بلاده مع الحفاظ على هويتها شكلا ومضمونا". كما نعى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، رحيل السلطان قابوس، قائلا "بالإصالة عن نفسي وعن الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية ومجمعها المقدس ننعي فقيد سلطنة عمان والأمة العربية، بعد مسيرة حافلة بالعطاء أحدث خلالها نهضة شامخة وقيادة حكيمة في عمان والعالم العربي والعالم أجمع، فصار رمزا لقوة ووحدة سلطنة عمان على مدار نصف قرن حقق لها فيه المكانة والنهضة والعزة". وقد أدى هيثم بن طارق آل سعيد اليمين الدستورية سلطانا جديدا لعمان اليوم خلفا للراحل قابوس بن سعيد.