تميز الأستاذ محمود طرادة مدير مدرسة المحرق الثانوية للبنين في تحقيق توظيف فاعل لتقنيات التمكين الرقمي في مجال القيادة المدرسية، بما انعكس إيجابًا على أداء المدرسة بشكل عام، وإنجاز طلبتها وكوادرها التعليمية على وجه الخصوص. ولتسليط الضوء على تجربته كان لنا معه الحوار التالي. التواصل الإلكتروني يقول طرادة "منذ تكليفي بمهام مدير مدرسة المحرق الثانوية للبنين، والتي كنتُ فيها مديرًا مساعدًا، وبعد جلسة تأمّل طويلة شعرتُ أنّه ينبغي أن أكون أكثر قربًا للأطراف المعنية في المدرسة؛ معلمين، وطلبة، وأولياء أمور، لذلك ومن الأيّام الأولى لبدء العام الدراسي قمتُ بعمل اجتماع لعموم العاملين بالمدرسة، وأشعرتهم بأهميّة التواصل البنّاء الذي يؤسس لعمل مؤسّسي، وأنَّ أهمّ أمر هو أن أجد السعادة لدى كل فرد في المدرسة". ويضيف "لقد نجحت نسبيًّا بأن أجعل زملائي المعلمين شغوفين بأداء مهامّهم المناطة بهم، وأن يضعوا مشاريع تضمن وجود بصمتهم في المدرسة، وعلى إثر ذلك بدى التواصل المباشر بين المعلمين أمر بديهي في المدرسة، فأبواب الإدارة مشرعة إلى كلّ العاملين بالمدرسة، أمّا أولياء الأمور فكان لهم النصيب الأوفر من التواصل، فهم يقدّمون لي الملاحظات أحياناً والشكر أحياناً أخرى، والشكاوى التي تخص مختلف القضايا، أمّا الطلاب فوقت الفسحة مخصّص كاملاً للاستماع لملاحظاتهم وشكاواهم". ويتابع "ومع جلسة تأمّل أخرى وجدتُ أنَّ التواصل الإلكتروني مهمّ، فهو هدف حكوميّ، ومطلب بيئي، ومشروع وزاري، إضافة إلى انشغالي في أيّام كثيرة بورش عمل واجتماعات، لذلك بدأتُ في التفكير بتوفير أدوات التمكين الرقمي لرفع مستوى التواصل، والمستوى القيادي والإداري، ومن هنا نشأت بذرة مشروع "غرفة العمليّات السحابيّة". المتابعة الذكية ويقول طرادة "غرفة العمليّات السحابيّة هي عبارة عن أتمتة للمتابعات المدرسية باستخدام الأجهزة الذكية (المتصلة بالإنترنت)، بحيث تكون لدى القيادة العليا، والوسطى، وكل جهة ذات اختصاص إمكانية المتابعة من خلال أجهزتهم الذكية أوّلاً بأوّل، وبذلك نكون قمنا بتنفيذ عدّة استراتيجيات في عمليّات التواصل؛ فمنها: استراتيجية البعد الثالث للمتابعات الإداريّة، حيث تصل للمدير مباشرة بعد كلّ زيارة إشرافية تفاصيل الزيارة، وبعد كلّ مراقبة يومية تفاصيل انضباط المراقبين، وعند رصد أيّ مخالفة سلوكيّة فإنّها تصل كذلك، وغير ذلك، فالمدير على علم ودراية بما يدور بالمدرسة دون وجوده في الموقع وفي نفس وقت حدوثها. كما تتيح هذه الغرفة استراتيجية التتبع الدقيق لحالة الطالب داخل الصف الدراسي، إذ يقوم كل معلّم برصد حالة الطالب (تأخيرًا، غيابًا، استئذانًا، سوء سلوك، تسرّبًا) مع كلّ حصّة دراسيّة، وتذهب البيانات للمشرف مباشرة، ممّا يستدعيه لاتخاذ الإجراءات المناسبة أوّلاً بأوّل، كما أنَّ أكثر من جهة ذات اختصاص تطّلع على هذه الحالات ومن ضمنها مدير المدرسة. انعكاس إيجابي ويضيف المدير "ونظرًا لعدد الطلبة في المدرسة ولضمان وصول أصواتهم إلى إدارة المدرسة، وتطبيقًا لسياسة "الآذان الصاغية" تمّ تدشين رابط خاص تحت اسم "تواصل مع مدير المدرسة" في اللوحة الخاصّة بالطلبة، بحيث يصل مباشرة للبريد الإلكتروني للمدير، ليقوم بالاطلاع على الملاحظة واتخاذ ما يلزم، الأمر الذي رفع بشكل ملحوظ رضا الطلبة عن الإدارة المدرسيّة في الاستماع لملاحظاتهم وشكاواهم". ويؤكد طرادة أن ما طبقه من جهود قد ألقى بظلاله على المدرسة، سواءً على صعيد المعلمين الذي أصبحوا متميزين وسباقين في التمكين الرقمي، ويدربون غيرهم في هذا المجال، أو على صعيد الطلبة الذي ازداد تفعليهم للتعليم الإلكتروني، وانعكس ذلك على نتائجهم الدراسية.
مشاركة :