قال «ساكسو بنك» في التقرير الأسبوعي عن أداء السلع العالمية إنه في أعقاب البداية المضطربة لعام 2020، تراجع تداول السلع بشكل عام؛ وتأثرت أسعار النفط الخام والذهب على وقع التوترات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، كما تراجع الغاز الطبيعي والبن، ولاسيما مع عودة الاهتمام وبشكل أكبر بقضايا المناخ الناشئة بعد ارتفاع أسعار السلع الغذائية في العالم.وأضاف التقرير: بدت تداولات الأسبوع الأول أكثر تقلباً من المعتاد مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية، ولا سيما بعد تزايد المخاوف بسبب التصعيد العسكري بين إيران والولايات المتحدة عقب اغتيال الأخيرة للجنرال قاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد مطلع العام الجاري.وتابع: ارتفعت أسعار النفط الخام والذهب إلى أعلى مستوى لها قبل أن تسجل انخفاضاً حاداً في أعقاب تراجع إيران والولايات المتحدة عن التحرك العسكري، وانحصرت تداولات خام برنت ضمن نطاق 10% قبل أن تنخفض إلى 5%، ليسجل بذلك أول خسائره الأسبوعية منذ ستة أسابيع، كما تراجعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بعد تقرير غير مبشر عن المخزون الأمريكي، والذي أشار إلى زيادة مخزون النفط الخام والمنتجات. وبما أنه الملاذ الآمن من شبح الأزمات العالمية، قفزت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2013، لتسجل أكثر من 1600 دولار للأونصة، لكنها تقلصت إلى المستويات السابقة دون تغيير خلال الأسبوع. ووفقاً لما تشير إليه بيانات الأسابيع القليلة الأولى، يمكن أن تواجه السلع العالمية تقلبات محتملة في عام 2020 بسبب التوترات الجيوسياسية المستمرة، وقضايا التغير المناخي، والضغوطات الناجمة عن التضخم. ورغم أن النمو العالمي والطلب على السلع الدورية الرئيسية لا يزال مستقراً، نرى أن جانب العرض يواجه العديد من التحديات بسبب الاضطرابات الاجتماعية وقضايا التغير المناخي. ومع تصدر الزيوت النباتية، واللحوم، والألبان ومشتقاتها القائمة، سجلت أسعار الأغذية العالمية ارتفاعاً ثابتاً خلال العام الماضي. وارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء، والذي يضم أسعار 73 سلعة غذائية في خمس مجموعات رئيسية، بنسبة 12.5% خلال العام الماضي ليصل إلى أعلى مستوياته في خمس سنوات. كما حصلت أسعار بن أرابيكا على بعض الدعم بعد تراجع نصف الزخم الكبير الذي حققته بنسبة 55% بين شهري أكتوبر وديسمبر العام الماضي. ومع استعادة أسعار البن لزخمها مجدداً، سجلت المخزونات المخصصة للتداول زيادة مفاجئة، ما ألغى الدعم الذي أدى إلى الارتفاع الكبير في الأسعار. في حين أن التوقعات لعام 2020 لا تزال إيجابية، حيث يتوقع أن يسهم العجز العالمي بدعم الأسعار، إلا أن السوق ترزح تحت ضغوط البائعين على المكشوف الذين يمكنهم الاستفادة من هيكلية منحنى الأسعار للحصول على صفقات آجلة لمدة عام بمجرد امتلاك مركز آجل للبيع على المكشوف بأكثر من 10%. وشهد هذا الأسبوع نهاية شهر من الارتفاع في أسعار النفط الخام، ونرى أن هناك عدة عوامل ساهمت في هبوط الأسعار الذي أعقب حالة التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة وإيران التي أدت إلى ارتفاع أسعار خام برنت، وهو المعيار العالمي، إلى أكثر من 70 دولاراً أمريكياً للبرميل.
مشاركة :