تفاقم الصراع وسط أجنحة ميليشيا الحوثي في محافظة إب حول نهب الجبايات، ووصول القوات المشتركة إلى أطراف المحافظة، بعد تحرير عدد من المواقع غربي أطراف محافظة الضالع. ومع فشل الميليشيا في ضبط الأوضاع الأمنية في المحافظة، واضطرارها لتغيير ثلاثة مديري أمن خلال ثلاثة أشهر، فإنّ الصراع على الجبايات دخل مرحلة المواجهات المسلحة بعد أن استقدمت الميليشيا أحد قادتها من صعدة، وعينته مديراً لأمن المحافظة. وفي ظل انفلات أمني وانتشار ظاهرة السيطرة على الأراضي والمحلات وممتلكات الأوقاف، سقط قتلى وجرحى من الميليشيا عندما استهدفت حملة أرسلها مدير الأمن الجديد لإزالة نقطتي تفتيش وجباية تابعتين للقيادي الحوثي إياد الأبيض في مديرية السبرة الواقعة على حدود محافظة الضالع، وهي التي تتولى اعتراض طريق الناقلات القادمة من ميناء عدن، والمتجهة إلى بقية المحافظات الشمالية. ووفق رواية سكان في المحافظة، فإنّ النقطة التي يشرف عليها القيادي الحوثي الأبيض، تجني الملايين شهرياً من الجبايات، التي تفرضها على الناقلات التجارية وناقلات المساعدات الغذائية والدوائية، فضلاً عن الضرائب المبالغ فيها التي تفرضها على التجار. نهب جبايات ولإدراك الميليشيا أهمية موقع المحافظة التي تعد مفتاح التقدم من الجنوب نحو الشمال والعكس، فقد أطلقت يد عناصرها ودفعت بأعداد كبيرة من المشرفين إلى المحافظة وأعطتهم حق جباية الأموال، لتتشكّل مجاميع مسلحة تعيش على الجبايات وترسل جزءاً منها إلى القيادة في المركز وتوزّع الباقي على عناصرها. وفيما تتصاعد النقمة الشعبية في المحافظة ضد الميليشيا التي استباحت كل شيء، فقد أطلق مدير أمن المحافظة القادم من صعدة، ما وصفها بالحملة ضد منافسيه، حيث هاجمت حملة أخرى نقطتين لميليشيا الحوثي في منطقة سوق الأحد بعزلة بني عاطف، ونقطة أخرى في منطقة المناييس بعزلة الأخلود على الخط الرابط بين سوق الأحد وسوق أدمات، وتبادل الطرفان إطلاق النار، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من مسلحي الأبيض وإصابة آخرين. أسباب مواجهات وفي إطار الصراع المحتدم بين الطرفين، تمكنت الحملة من اعتقال عدد من أتباع القيادي الأبيض، بينهم أحد أقاربه ولم يسمح لهم حتى بتلقي العلاج من الإصابات التي لحقت بهم، حيث أودعوا السجن، إلا أن السكان أعادوا أسباب المواجهات إلى وقوف الأبيض مع أسرة الرشيدي في المواجهة المسلحة مع عائلة القيادي الحوثي المروعي، التي سهلت دخول الميليشيا إلى المحافظة عقب الانقلاب الحوثي مباشرة. ووفق تأكيد السكان، فإنّ الصراع لا علاقة له بوقف الجبايات ولا إنهاء تعدد التشكيلات المسلحة، بل أتى انتصاراً للقيادي عبد الواحد المروعي، الذي شغل من قبل منصب المسؤول الاجتماعي بفرع الميليشيا في المحافظة، وسعى لتصفية حسابات مع منافسين، ولم يتمكن من ذلك في ظل وجود مسؤولي أمن لا ينتمون للجناح الذي يدعمه داخل الميليشيا. وأشار السكان إلى أن مدير الأمن الجديد والذي يدعى «الطاووس» يقف إلى جوار المروعي، ويسعى لتصفية منافسيه تحت ستار إزالة نقاط الجبايات في مداخل المحافظة.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :