قادة العالم يتوافدون على مسقط للتعزية بوفاة السلطان قابوس

  • 1/13/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مسقط - أ ف ب: توافد عدد من المسؤولين الغربيين والعرب أمس إلى العاصمة العمانية مسقط لتقديم التعازي للعائلة الحاكمة بعد وفاة السلطان قابوس الجمعة عن عمر 79 عاماً. وتوجّه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وولي العهد البريطاني الأمير تشارلز إلى قصر العلم لتقديم التعازي واستقبلهما السلطان الجديد هيثم بن طارق آل سعيد. والتقى جونسون مع السلطان الجديد ومسؤولين عُمانيين كبار خلال زيارته، بحسب ما أعلن مكتبه في بيان. وأكد البيان البريطاني أن «المملكة المتحدة وسلطنة عُمان ترتبطان بعلاقات ثنائية واسعة تعود إلى أكثر من 200 عام»، مُشدداً على أن «بلدينا يرتبطان بعلاقات اقتصادية عميقة ومصالح دفاعية وأمنية مُشتركة». كما وصل ملك الأردن عبد الله الثاني يُرافقه ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد إلى سلطنة عُمان على رأس وفد رفيع المستوى لتقديم العزاء. ومن بين المسؤولين الذين قدموا إلى مسقط، وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف والرئيس التونسي قيس سعيّد وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بالإضافة إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وشارك الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أيضاً في تقديم واجب العزاء. كما استقبل سُلطان عُمان كلاً من الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيله والسيد فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي مبعوث فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهوريا تركيا. ورئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد حيث قدّموا لجلالته التعازي بوفاة السلطان الراحل قابوس بن سعيد. ويُرجّح محللون أن يُحافظ السلطان الجديد على إرث قابوس ويستمر في سياسته التي جلبت الاستقرار السياسي إلى مسقط في منطقة غالباً ما تعصف بها الأزمات. وتوجّهت الدول الغربيّة مراراً إلى مسقط لتطلب منها التوسّط ليس في النزاعات الإقليميّة فحسب، لكن في قضايا دولية أيضاً، بما في ذلك الاتّفاق النووي مع إيران في عام 2015. وتعهّد سُلطان عُمان الجديد السلطان هيثم بن طارق بعد تعيينه بمُواصلة سياسة بلاده الخارجية القائمة على عدم التدخل. ويرى عضو هيئة تدريس في قسم التاريخ في جامعة الكويت والزميل في مركز كارنيغي بدر السيف أنه «من دون شك، ستظل عُمان تتبع نفس النهج حيث قدّم لها هذا النهج الكثير». وتابع «بما أن الأسرة الحاكمة ارتضت خيار قابوس في تسمية الحاكم، فمن الطبيعي أن تستمر في سياساته الخارجية حيث هذه السياسات قدّمت الكثير لعُمان، ولا سبب لتغيير النهج». وقال السيف: إن «طريقة تعامل الأسرة الحاكمة وسرعتهم في الانتقال السلس للسلطة رسالة للمواطنين والجيران أن الأمور تحت السيطرة». وكان السلطان الجديد يتولى في السابق رئاسة لجنة الرؤى المُستقبلية المُكلّفة بالتخطيط لمُستقبل عُمان حتى عام 2040. وقالت كريستين ديوان من معهد دول الخليج العربية في واشنطن: إن «الضمان الأفضل لحياد عُمان سيكون عبارة عن إعادة هيكلة اقتصادية ناجحة تعتمد على شعبها وتتجنّب الاعتماد على أي قوة أخرى». وتقول الخبيرة في شؤون الخليج سنام فاكيل من معهد «تشاتام هاوس» البريطاني لفرانس برس: إن « (السلطان الجديد سيقدّم نفسه كشخص سيدعم الاستمرارية ويواصل إرث قائد مثل قابوس الذي كان يعتبر ناجحاً». وبحسب فاكيل فإن «الاستمرارية مهمة للغاية بالنظر إلى تحديات داخل الخليج مع مخاوف تتعلق بالسنوات الأخيرة الماضية». ويؤكد مُراقبون أنه على الرغم من رحيل قابوس فإن خبرة سلطنة عُمان الدبلوماسية واستعدادها لخوض مفاوضات تتسم بالسريّة في العادة أمر يتجاوز السلطان نفسه. وبحسب ديوان «فإن نزعة الحياد في عُمان تعود إلى موقعها الجغرافي المطل على بحر العرب وتاريخ استقلالها عن جاراتها في الخليج».وتابعت «ستستند القيادة الجديدة كثيراً إلى سلطة السلطان قابوس في إطار سعيها التعامل مع النزاعات الإقليمية الصعبة والتحديات الإقليمية».

مشاركة :