مقالة خاصة: "وجوه الحرب" تغزو لوحات رسام سوري

  • 1/13/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق 12 يناير 2020 (شينخوا) في قاعة صغيرة بالعاصمة السورية دمشق، تنتشرُ أكثر من ثلاثين لوحة، تحمل وجوها حزينة، رسمتها ريشة الفنان عصام درويش، وجميعها تعكس مشاعر "الصدمة والتساؤل والحرمان"الذي شعر بها الفنان خلال سنوات الحرب. ويعتبر عصام درويش، من مواليد 1952 بدمشق، أحد الفنانين المشهورين الذين عكست لوحاتهم الطبيعة الصامتة، وكان يلتزم بمدرسة فنية وصفها بالهادئة والنقية، ويعتاد على رسم النساء بطريقة تجريدية وفنية، تظهرهنّ "بأبهى صورة" لكن الحرب غيّرت "كلّ شيء" وبدّلت نمط رسمه وطريقة انعكاس ما يشعر به من خلال اللوحات والورق. وفي منطقة العدوي، حيث فتح أبواب معرضه للزوار، تحولت ملامح "النساء الجميلات" اللواتي رسمهنّ، إلى سيدات "معذّبات تلقين ضربات الحرب" وحملن ملامح وتعابير وجوه مختلفة، فواحدة تضع يدها على فمها، وأخرى غطّت عينيها بأصابعها، وثالثة تشيرُ بيدها "كفى"، ومعظمهن باللونين الأبيض والأسود، دون تلوينها. وفي حديثه عن تحول هذه اللوحات، تحدث درويش لوكالة أنباء ((شينخوا)) موضحا أنه في فترة ما قبل الحرب، كان يستخدم ألوان السماء للتعبير عن مشاعره القوية، لكن الحرب أصابته بصدمة قوية، وتحولت ألوانه إلى رمادية وأبيض وأسود. ويقول "الحرب زادت من حساسيتي، وجعلتني كأني أرتدي جلدي، فأي نسمة هواء تجعلني أتأثر، ودفعتني لأرسم لوحات كهذه". ويتحدث الفنان عن تجاربه الأولى، وعن تحولاته في الرسم، إذ كانت أولى رسوماته في الحرب، لامرأة حزينة تجلسُ داخل منزلها، وقد غطت وجهها بيدها، ويظهر في الخلفية دمار ودخان متصاعد جراء الحرب، مع صبي صغير يقف وينظر من النافذة، كما لو أنه "مستغرب ومصدوم من صمت الناس على معاناة الأطفال". ويقول "إن أول عمل فني جاد رسمته بعد انطلاق الحرب، كان في عام 2014، وفي عام 2015 نضجت تجربتي مع الألم، ودفعني هذا الألم إلى إنتاج مجموعة رسومات مليئة بالغضب والحزن والتساؤل والمأساة". واحتاج تحوّل الفنان درويش من الفن "الملون" إلى فن "وجوه الحرب" لوقت من الزمن، إذ بقي يغلي غضبه لسنوات قبل أن يُترجم هذا الغضب بلوحات بعد ثلاث سنوات من اندلاع الأزمة. وأكد أن الأمر استغرق وقتًا طويلاً للتبديل من فن السلام إلى فن الحرب، متوقعًا أنه سيحتاج لكثير من الوقت أيضاً، كي يعود إلى شكله الفني السابق. وقال "أعتقد أن الأمر سيستغرق مني وقتًا طويلاً حتى أنسى المآسي التي حدثت في زمن الحرب، وأتخلص من ذاكرة القسوة".

مشاركة :