أخفقت الأطراف الليبية المتنازعة، الاثنين، في توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، خلال اجتاع في موسكو ، حضره وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والتركي مولود جاويش أوغلو. وأعلن لافروف إن المحادثات انتهت من دون تحقيق اختراق "رغم إحراز تقدم جيد"، إذ وقع رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا فائز السراج على اتفاق وقف إطلاق النار، لكن خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) الذي يحاول انتزاع السيطرة على العاصمة طرابلس طلب مهلة حتى صباح الثلاثاء لدراسة الاتفاق. وكان بيان للمجلس الرئاسي الليبي بقيادة فائز السراج قد أكد في بيان مساء الأحد أن "المجلس يذكر بموقفه الثابت بأن انسحاب المعتدي يجب أن يكون من حيث أتى"، وهو ما ترفضه قوات حفتر، بحسب مراقبين. فيما هي أهم بنود مسودة الاتفاق؟ تنص المسودة التي نشرها حامد الزوي، مدير مكتب المتحدث الرسمي للمجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق في ليبيا، على أن الأطراف تتفق على التأكيد على وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بداية يوم الأحد 12 يناير الجاري. وتؤكد المسودة على تحديد نقاط التماس بين الجانبين للتأكيد على استقرار وقف إطلاق النار، مدعومة بالإجراءات اللازمة لاستقرار الوضع على الأرض، وإعادة الحياة الطبيعية لطرابلس والمدن الأخرى وإنهاء كل الأعمال العدائية وخفض التوتر العسكري على طول خطوط المواجهة. وتشير المسودة إلى تعيين لجنة عسكرية من الطرفين (5 + 5) كما جاء في خطة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، من أجل تحديد خطوط التماس بين الجانبين، ومراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، والتأكد من استدامة وقف إطلاق النار. وأكدت المسودة تحديد كل جانب ممثلين عنه للمشاركة في حوار حول الجوانب الاقتصادية والسياسية والأمنية والحوار السياسي وفق ما جاء في برنامج بعثة الأمم المتحدة للدعم، وتشكيل مجموعات عمل مهمتها وضع تصور للحوار الليبي الليبي من خلال التفاوض، ووضع آلية للتسوية السياسية، والحلول للمشاكل الإنسانية، وإعادة الانتعاش للاقتصاد الليبي. ومنذ بدء قوات حفتر هجومها باتجاه طرابلس، قتل أكثر من 280 مدنيا، بحسب الأمم المتحدة التي تشير أيضا إلى مقتل أكثر من ألفي مقاتل ونزوح 146 ألفا بسبب المعارك المستمرة في البلد الغارق في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا في طرابلس والتي يرأسها فائز السراج، بينما تم نشر متعاقدين عسكريين روس إلى جانب قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) التي يقودها خليفة حفتر. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين أنه سيحضر قمة في برلين الأحد لبحث التطورات في ليبيا بمشاركة رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي ناقش معها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين الوضع في ليبيا، وكيفية حل الأزمة.
مشاركة :