معدل المواليد في إسبانيا ينخفض بشكل مخيف للمرة الأولى منذ 1941

  • 1/14/2020
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

المصدر:ترجمة: عوض خيري عن «البايس» الإسبانيةالتاريخ:14 يناير 2020 تشهد إسبانيا انخفاضاً مريعاً في عدد المواليد، وصل ذروته في النصف الأول من العام الماضي، حيث شهدت البلاد 170 ألفاً و74 مولوداً فقط من يناير وحتى يونيو، والذي يعتبر أدنى مستوى للمواليد منذ أن بدأ العمل بتسجيل المواليد في عام 1941. هناك العديد من العوامل وراء هذا الانخفاض، كما يعتقد الخبراء، تراوح من عدم العثور على الشريك المناسب الى مشكلات الخصوبة. وتقول الأستاذة في علم الجغرافيا الإنسانية بجامعة برشلونة، إيزابيل بوجاداز «يتمتع الشباب هذه الأيام بمزيد من الحرية التي تسمح لهم بالدراسة، واتخاذ القرار بشأن ما يريدون أن يفعلوه بحياتهم، كما أنهم منشغلون بسوق العمل». ويصرّ معظم الخبراء على أن سياسات التوازن بين العمل والحياة هي مفتاح القضية. تقول أستاذة الاقتصاد التطبيقي بجامعة كومبلوتنس بمدريد، سيسيليا كاستا «رعاية الأطفال تقع على النساء، فإذا كانت سياسات التوفيق بين العمل وتربية الأطفال لا تسير جنباً إلى جنب مع الخدمات العامة، فهي عديمة الفائدة». ويبين استطلاع نظمه المعهد الوطني الإسباني للإحصاء في عام 2018 بعض الأسباب التي تجعل النساء يفضلن إنجاب الأطفال في وقت متأخر. البحث عن شريك مناسب انتظرت بيلار البالغة من العمر 41 عاماً شريكها المثالي لتبدأ معه حياة عائلية، لكن هذا «المثالي» لم يظهر أبداً. هذا هو السبب الرئيس في تأخر النساء فوق سن 30 عاماً في الإنجاب. كما إنه السبب في أن 16٪ من النساء بين 18 و55 عاماً، ليس لديهن أطفال على الإطلاق. وتفضل بيلار، التي تعيش في سرقسطة، استخدام اسم مستعار، وهي على موعد لمعرفة ما إذا كان علاج الخصوبة الأخير قد نجح، وما إذا حالفها الحظ أخيراً. عندما قرّرت أن تصبح أماً، اكتشفت أن بويضاتها لم تكن في حالة ممتازة. وتقول بعد أن أنفقت 25 ألف يورو على علاج الخصوبة، إنها تأسف لعدم استفسارها عن خصوبتها في وقت مبكر. وتضيف: «من خلال اختبار بسيط، يمكن للنساء معرفة المدة المتبقية لهن لإنجاب أطفال من بيوضهن». أمضت أفريكا ماسياس ثلاث سنوات لتتعايش مع حقيقة أن حلمها بأن تصبح أماً قد تلاشى وإلى الأبد. ماسياس طبيبة نفسية متخصصة في تقديم المشورة لحالات الحزن، وهي على وشك بلوغ 45 من العمر. انخفض عدد بويضاتها بشكل كبير بعد تشخيص إصابتها في سن 37 عاماً بالتهاب بطانة الرحم وخضعت لعملية جراحية. تخشى من فقدان عملها مارتا، 30 عاماً، صحافية وتفضل عدم الكشف عن هويتها، حامل في شهرها الرابع، لكنها تخفي هذه الحقيقة في مكان عملها، لأنها تعمل بعقد مؤقت، والذي هو على وشك الانتهاء. وتقول: «أنا خائفة من أنهم لن يجددوه»، وتضيف «أردت دائماً أن أكون أماً شابة، لكنني أجلت الأمر جزئياً،لأن زوجي لم يكن مستعداً لذلك، ولأن وضع عملي كان يتطلب التأجيل». وتقر أكثر من 30٪ من الأمهات، اللائي شملهن الاستطلاع، أنهن أخرن الإنجاب لأسباب تتعلق بالعمل، وتقول مارتا: «قضيت سنوات في التنقل بين العقود المؤقتة والبطالة لكنني سعيدة الآن»، وتضيف «الجميع من حولي، من جدتي إلى أصدقائي، أوصوني بأن أبقى هادئة في العمل، الجانب السلبي للأمومة يقع دائماً على المرأة». أصبحت إيفا بيرنارد أماً للمرة الأولى عند سن الـ37 عاماً مثلها مثل الـ8% من النساء الإسبانيات، لكنها لم تستطع أن تفعل ذلك لولا لجوؤها للتخصيب. تقول: «كنت على وشك أن أبلغ الـ40 عاماً، فإما أن أفعل ذلك الآن أو لن يكون لدي أطفال أبداً»، كررت إيفا التجربة في سن الـ41 عاماً لتنجب توأمين. لا أريد أن أكون أماً كان حلم كارمن ريال، العمل لدى شركة «ناشيونال جيوغرافيك»، وليس إنجاب أطفال. تقول «إنجاب الأطفال هو خيار ليس جيداً أو سيئاً»، وتضيف «لكن لدي أولويات أخرى»، وتشرح عالمة الأنثروبولوجيا البالغة من العمر 38 عاماً، والقادمة من تينيريفي بجزر الكناري في إسبانيا، قائلة «لا تريد جميع النساء أن يصبحن أمهات». لقد تغيرت الميول، وفقاً للمسح الذي نظمه المعهد الوطني للإحصاء، حيث إن 12٪ من النساء اللاتي بمن دون أطفال لا يردن في الأصل الإنجاب. موقف كارمن من الأمومة وضع حداً للعديد من علاقاتها بالرجال الآخرين، لكن هذا لا يزعجها. وتقول: «إذا كان لديك طفل، فعليك إعطاء هذا الطفل الكثير من الوقت، قد أكون أكثر أنانية، لكني أستخدم هذه الطاقة في مبادرات اجتماعية غير ربحية أخرى، فأنا لا أحب أن يكون لدي أطفال، ولم أنشأ لكي أكون أماً وهذا ليس جزءاً من خططي». - تقر أكثر من 30٪ من الأمهات، اللائي شملهن الاستطلاع، بأنهن أخرن الإنجاب لأسباب تتعلق بالعمل.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :