تصاعد الغضب في الشارع الإيراني والضغوط الدولية

  • 1/14/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طهران – الوكالات: خرج المتظاهرون في إيران إلى الشوارع امس الاثنين منددين بالحكام الدينيين وانتشرت شرطة مكافحة الشغب لمواجهتهم في اليوم الثالث من المظاهرات بعد أن أقرت السلطات بإسقاط طائرة ركاب بطريق الخطأ. وأظهر مقطع فيديو من داخل إيران امس طلابا يهتفون بشعارات من بينها «اغربوا عن وجوهنا يا رجال الدين» خارج الجامعات في أصفهان وطهران وأظهرت لقطات رجالا من شرطة مكافحة الشغب يتمركزون في مواقعهم بالشوارع. وخرجت تظاهرات في العاصمة الإيرانية كذلك ليل الأحد، بحسب تسجيلات مصوّرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. وهتف المتظاهرون «الموت للدكتاتور» إضافة إلى شعارات مناهضة للحرس الثوري، بحسب ما أفادت وكالة «فارس» الإخبارية، في خطوة نادرة في بلد عادة ما تشير وسائل الإعلام فيه إلى المتظاهرين على أنهم «مثيرو شغب» وتتجنّب نشر شعارات من هذا القبيل. وقالت الشرطة الإيرانية امس ان أفرادها لم يطلقوا النار على المحتجين بعد نشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر اطلاق نار وبركا من الدماء. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء الاحد اطلاق أعيرة نارية في محيط الاحتجاجات في ميدان أزادي بطهران وبركا من الدماء على الأرض وصورا لمصابين يحملهم اخرون وأشخاص يعتقد أنهم أفراد أمن يركضون وبحوزتهم بنادق. وأظهرت منشورات أخرى الشرطة في زي مكافحة الشغب تضرب المحتجين بالعصي في الشارع في حين يصيح الناس على مقربة قائلين «لا تضربوهم». وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ان واشنطن قامت بإجراءات كبيرة ضد إيران ومنعتها من تعريض حياة الناس للخطر.وقبل ذلك نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغريدات على تويتر الاحد ثاني أيام المظاهرات الإيرانية طالب فيها السلطات هناك بعدم قتل المحتجين. ووصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية ماريا أديبار التسجيلات المصوّرة التي تظهر ما قيل إنها حملة أمنية ضد المحتجين بـ«المقلقة للغاية». وفي هذه الأثناء، تحدّث موقع «نتبلوكس» الذي يراقب اضطرابات الإنترنت عن تراجع القدرة على الاتصال بالشبكة امس في جامعة شريف بطرهان قبيل أي تظاهرات جديدة محتملة. وجاءت هذه التظاهرات للتنديد بكارثة الطائرة الأوكرانية.وأُسقطت الطائرة من طراز بوينغ 737 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية بصاروخ بعد وقت قصير من إقلاعها من طهران قبل فجر الأربعاء، ما أسفر عن مقتل 176 شخصًا هم جميع من كانوا على متنها. وجاء إسقاط الطائرة التي كانت متوجّهة إلى كييف بعد ساعات على إطلاق طهران سلسلة صواريخ استهدفت قاعدتين عسكريتين في العراق يتمركز فيهما جنود أمريكيون، ردًا على قتل واشنطن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في بغداد. ونفت السلطات الإيرانية في البداية الاتهامات الغربية التي استندت إلى معلومات استخباراتية بأن صاروخًا أصاب طائرة الركاب، قبل أن تقر بالأمر السبت. وعلى إثر طريقة تعاطي السلطات مع القضية، تحوّلت وقفة لتكريم الضحايا نظمها طلاب جامعة طهران إلى تظاهرة احتجاج مساء السبت فرّقتها الشرطة. نفت إيران امس أي محاولة «للتكتم» بعدما استغرق اعترافها بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية الأسبوع الماضي عدّة أيام.وأفاد مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني بأنه تعهّد خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء السويدي شتيفان لوفن بأن طهران ستُجري «تحقيقًا معمّقًا» في الكارثة. وتعرّضت إيران لضغوط دولية متزايدة لضمان إجرائها تحقيقًا كاملاً وشفافًا. وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في حفل تأبين نظّم في إدمونتون لأجل 57 كنديًا قتلوا في الحادثة أن «هذه المأساة شكّلت ضربة لجاليتنا الإيرانية-الكندية». وتابع «نريد أن نطمئن جميع العائلات وجميع الكنديين بأننا لن نهدأ حتى نحصل على الإجابات. لن نهدأ قبل أن تسود العدالة والمحاسبة». ودعت إيران خبراء من كل من كندا وفرنسا وأوكرانيا والولايات المتحدة للمشاركة في التحقيق. ورغم أن التسجيلات المصوّرة من موقع الكارثة أظهرت ما بدا أنها جرّافات تعمل في الموقع، إلا أن قائد الحرس الثوري الإيراني نفى أن يكون تم التلاعب بالأدلة. وقال اللواء حسين سلامي امام مجلس الشورى «لم نلمس شيئًا. لم نحرّك الحطام أو الطائرة ولم نغيّر أي شيء في الموقع. لم نحرّك منظومة الدفاع الجوي ولم (نبدّل) المعلومات المسجلة على الرادارات».

مشاركة :