أعلن باحثون في جامعة نانت الفرنسية أنهم قد نجحوا أخيرا في ابتكار وتطوير حشوة جديدة مصنوعة من الكالسيوم الهلامي، وهي الحشوة التي تتم زراعتها فورا في مكان السن المنزوعة لتمنع المضاعفات التي قد تصيب عظام الفك لاحقا. وقال الباحثون إن ما يميز الحشوة الهلامية الجديدة هو أنها تحول دون تآكل وانكماش عظام الفكين أسفل الأسنان المنزوعة، وهي المشكلة التي طالما عانى منها كثيرون ممن تم اقتلاع عدد من اسنانهم إذ انها تسبب لهم صعوبات في القضم والمضغ علاوة على أنها تجعل من الصعب لاحقا تركيب أسنان بديلة. وعلاوة على ذلك فإن انكماش عظام الفكين يتسبب في انهيار اللثتين وهو ما يؤدي بدوره إلى جعل الوجه يبدو أنحف وأكبر سنا. وأوضح الباحثون أن الحشوة الهلامية مصممة بحيث يمكن حقنها مباشرة في التجويف الناجم عن اقتلاع السن، مشيرين إلى أنها تتألف من حبيبات فوسفات كالسيوم هلامي متناهية الصغر، وهي المادة التي يمكن لجسم الانسان أن يستوعبها ويتكيف معها بسهولة بحيث تنمو أنسجة جديدة حولها، وبعد مرور نحو 6 أشهر تصبح الفجوة ممتلئة بأنسجة عظمية شبيهة بالأسنان. ويعكف الباحثون حاليا على اجراء مزيد من الاختبارات على الحشوة الهلامية في مختبرات المستشفى التابع لجامعة نانت. وفي إطار تلك الاختبارات، ستتم زراعة تلك الحشوة في لثة عشرات المرضى المتطوعين بعد اقتلاع أسنانهم بحيث لن يتم إعطاؤهم أي علاج آخر طوال فترة التجارب. وتعليقا على هذا التطور المهم في مجال طب الأسنان قال البروفيسور ديميان وولمسلي أستاذ طب الأسنان التعويضي في جامعة بيرمنغهام الانكليزية: «إنها فكرة مثيرة للاهتمام. إنهم يستخدمون تلك المادة الهلامية من أجل تشكيل سقالة داعمة يمكن للعظام الجديدة أن تنمو حولها... وهو الأمر الذي سيسمح بأن يمتلئ تجويف اللثة بأنسجة عظمية قوية بدلا من أن يمتلئ بأنسجة لينة».
مشاركة :