استبعد محللون متخصصون في شؤون المنطقة أن تغلق إيران مضيق هرمز -وهو ممر الشحن الأشد ازدحاما في العالم- كرد فعل انتقامي على مقتل قاسم سليماني؛ خشية إثارة انزعاج حلفائها في الخليج والصين. وتهدد طهران منذ زمن طويل بإغلاق الممر المائي بين إيران وعمان بعرض 33 كيلومترا عند أضيق نقطة، ويمر من خلاله حوالي 30 في المئة من إجمالي النفط الخام وغيره من المواد النفطية المتداولة بطريق البحر كوسيلة للرد على الغرب. لكن طهران تجد مجال المناورة أمامها محدودا، بعد مقتل سليماني بهجوم أمريكي بطائرة مسيرة في الثالث من يناير كانون الثاني في مطار بغداد. كما أن ضربات إيران الصاروخية الانتقامية على قواعد عراقية يوجد فيها جنود أمريكيون، التي لم تتسبب في وقوع إصابات، وإسقاطها بطريق الخطأ طائرة ركاب أوكرانية، ضيق أمامها المجال لعمل سريع آخر. ويقول المحللون إن الأولوية العاجلة أمام إيران هي وقف التصعيد. وقال مايكل ستيفنز، وهو باحث في معهد رويال يونايتد سيرفسز، ومحلل سابق معار في وزارة الخارجية البريطانية في الشرق الأوسط: ”الإيرانيون لن يغلقوا مضيق هرمز“. وأضاف: ”لا يريدون أن يثيروا الانزعاج لقطر، أحد حلفائهم القلائل في الخليج، وهناك سلطان جديد في عمان يحتاجون إلى علاقة طيبة معه. هم بحاجة إلى الحفاظ على هؤلاء الحلفاء“. علاوة على ذلك، ستعارض الصين، التي تزيد نفوذها في المنطقة وتشتري ما بين 50% و70% من صادرات النفط الإيراني، أي انقطاع لتدفق موارد الطاقة عبر المضيق، حسبما يقول جوناثان إيال، المدير الدولي لمعهد رويال يونايتد سرفيسز. وفي الوقت الذي يُتوقع فيه أن توسع إيران الرد على مقتل سليماني في الوقت المناسب بشكل مباشر أو من خلال الوكلاء في الشرق الأوسط، فإن الولايات المتحدة وضعت طهران في موقف دفاعي باتساع نطاق الضربة التي استهدفت سليماني وجرأتها. وقال ستيفنز: ”التكلفة الآن مرتفعة للغاية بالنسبة لإيران… عليهم أن يضعوا في حساباتهم أنها لا توجد حدود الآن فعليا بالنسبة للأمريكيين عندما يتعلق الأمر بالانتقام“ من أي تحرك من جانب طهران. وأضاف: ”أي رد كبير واستعراضي (من إيران) غير مرجح إلى حد كبير، بالنظر إلى هذه الاعتبارات“.
مشاركة :