بعد قمة ملكية عقدتها الملكة إليزابيث مع ولي العهد تشارلز وأبنائه ويليام وهاري، أعربت الملكة عن دعمها لقرار هاري وميغان، وقالت إنهما سيوزعان وقتهما بين كندا وبريطانيا خلال فترة انتقالية حتى يتم التوصل لقرار نهائي في مسألة استقلالهما مالياً عن الأسرة المالكة. ويعني انفصال هاري وميغان عن العائلة المالكة أنهما سيقسمان وقتهما بين المملكة المتحدة وأميركا الشمالية، وسيعملان على تحقيق الاستقلالية المالية، ولا شك أن فرص الدخل أمامهما ضخمة، ولكن العمل في القطاع الخاص يحمل معه تحديات كبيرة. فبحسب البروتوكول لا يحق لأعضاء العائلة المالكة الرئيسيين تقاضي أي أموال مقابل عملهم. كما أن أي دخلٍ خاص يصحب معه التزامات ضريبية مضاعفة على جانبي الأطلسي، حيث تفرض كل من بريطانيا وكندا ضرائب على الدخل العالمي للمقيمين، بمعنى أن دخلهم الجديد قد يخضع لضريبة كندية وأميركية. وقال راسل مايرز، المحرر الملكي لدى Daily Mirror "يبدو أنهما يرغبان ترك أدوارهما في العائلة المالكة لكسب عشرات الملايين وكسب شهرة عالمية. وأكد مستشارو العلاقات العامة أنهما قادران على استخدام مكانتهما العالمية ليصبحا أكثر تأثيرا في المجتمع العالمي. هما يودان الاستقلال ماديا وذلك للانفصال عن العائلة المالكة". ويقول الخبراء إن التحدي الأكبر بالنسبة لهاري وميغان هو تأمين دخل كافٍ يغطي تكلفة أسلوب معيشتهما الفاخر ولكن من دون المساس برُقي العلامة التجارية الملكية، فما هي مصادر الدخل المتاحة لهما؟ وربما تكون علامتُهما التجارية Sussex royal التي أطلقاها من خلال موقعهما الجديد أبرز دليل على خططهما المستقبلية. الزوجان سجلا رخصاً تجارية لأكثر من 100 منتج يحمل علامة "ساسكس رويال" التجارية من ملابس وأحذية وكتب وأدوات مكتبية. العمل التلفزيوني أو السينمائي مصدر دخل مرجح نظراً لخبرة ميغان. يُمكن لهما الظهور في أفلام وثائقية أو تأسيس شركة إنتاج مثلما فعل باراك أوباما الذي وقع عقداً بالملايين مع نتفليكس. مع العلم أن هاري أنتج مسلسلاً وثائقيا مع الإعلامية الأميركية أوبرا ونفري من إنتاج تلفزيون أبل. الشراكات التجارية احتمال آخر من خلال منصات التواصل الاجتماعي أو في مجال الموضة. كما يُمكن لهاري وميغان نشر كتب أو إلقاء الخطابات والمحاضرات، ولكن تبقى تكلفة الترتيبات الأمنية مسألة عالقة وسط توقعات بأنها ستكلف الملايين سنوياً، وسوف تتطلب تنسيقاً بين الحكومات البريطانية والأميركية والكندية. وقال مايك زيمت، صاحب شركة أمن "تكلفة الترتيبات الأمنية قد تكلف الملايين، فهما زوجان ذوا مكانة عالمية مرموقة وهما مستهدفان من قبل أشخاص يودون التقرب منهما، كما أنهما مستهدفان من قبل أشخاص يرغبون بإلحاق الضرر بهما". وبحسب آخرِ الاستطلاعات يؤيد 46% من البريطانيين قرارهما بالتراجع عن الحياة الملكية ولكن الأغلبية العظمى ترى أنه لا حق لهما في الحصول على أي أموال حكومية أو ملكية مع العلم أنهما يعتمدان حالياً على دخل الأمير تشارلز من أراضي "دوق كورنوال" لتغطية 95% من احتياجاتهما، فهل سيواصل ولي العهد دعم ابنه مالياً؟
مشاركة :