نتانياهو يناور بدعوة للتفاوض على حدود المستوطنات

  • 5/27/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في واحدة من أحدث ألاعيبه السياسية، وفي وضع للعربة أمام الحصان دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لمفاوضات على حدود الكتل الاستيطانية في الضفة الفلسطينية المحتلة، متهرّباً من المفاوضات على قضايا الحل النهائي بما فيها حدود الدولة الفلسطينية ومصير الاستيطان وقضيتا القدس واللاجئين، الأمر الذي رفضته القيادة الفلسطينية مؤكدة على وحدة القضايا التفاوضية. وقالت صحيفة هآرتس العبرية إن نتانياهو أعرب خلال لقائه مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فريدريكا موغريني الأربعاء الماضي، عن استعداده لتجديد مفاوضات التسوية مع الفلسطينيين بهدف التوصل إلى اتفاق حول حدود الكتل الاستيطانية. وبهذا التصريح يحاول نتانياهو الالتفاف على مبادئ التسوية ويضع العربة أمام الحصان، والهدف المعلن، بحسب ما نقل موقع عرب 48 عن مصدر إسرائيلي، هو تحديد الأماكن التي تستطيع إسرائيل مواصلة البناء الاستيطاني فيها، وبالتالي شرعنة الاستيلاء على الأرض الفلسطينية. لقاء موغريني وأشارت هآرتس إلى أن نتانياهو أولى أهمية خاصة لاجتماعه مع موغريني التي وصلت المنطقة لتحريك عملية التسوية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن نتانياهو حاول إبداء ليونة بشأن تجديد عملية التسوية على خلفية انعدام ثقة الاتحاد الأوروبي تجاهه بما بتعلق بالموضوع الفلسطيني. وقالت إن نتانياهو يخشى من تزايد ضغوط الاتحاد الأوروبي على إسرائيل على خلفية الجمود في عملية التسوية، مضيفة أنه يخشى من فرض عقوبات على إسرائيل كوضع علامات على منتجات المستوطنات ومن المبادرة الفرنسية لاستصدار قرار في مجلس الأمن الدولي لتحديد مبادئ التسوية. وكان نتانياهو صرح في مستهل الاجتماع مع موغريني أنه يجدد التزامه بمبدأ حل الدولتين للشعبين الذي ينطوي على الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وقال إن موقفه بشأن إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح لم يتغير. يذكر أن نتنياهو كان صرح خلال الحملة الانتخابية أنه لن تقوم دولة فلسطينية طالما هو في رئاسة الحكومة. كذب وخداع ورداً على تصريحات نتانياهو، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي للإذاعة الفلسطينية، إن ما نشر عن دعوة نتنياهو للتفاوض مع الجانب الفلسطيني حول حدود الكتل الاستيطانية كاذبة وخادعة لا تنطوي على شيء جدي. واعتبر المالكي أن نتانياهو غير معني بوقف الاستيطان وغير معني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الحدود المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وشدد على أن المهم ليس التصريحات بقدر ما هو الفعل والعمل، ونتنياهو بهذه الدعوة يريد أن يكسب وقتاً ويحاول أن يخرج من العزلة الدولية التي وضع نفسه فيها من خلال مواقفه. وأكد المالكي أن الجانب الفلسطيني لم يعد لديه الثقة مطلقاً بأن هناك شريكا إسرائيليا ويؤمن أن الحكومة الإسرائيلية بتركيبتها الحالية غير معنية وليست شريكاً في عملية سياسية تفاوضية. وأعلنت الرئاسة الفلسطينية رفضها تجزئة المفاوضات. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن أساس أي مفاوضات يجب أن يكون الاعتراف بحدود العام 1967، والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة. وأضاف إن كل ما يتعلق بقضايا الوضع النهائي لا يمكن تجزئته أو تأجيله، إلى جانب ضرورة وقف الاستيطان بشكل كامل، وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل (أوسلو) حتى يمكن أن يكون لأي حديث مصداقية.

مشاركة :