استهداف متزايد لـ«القبعات الزرقاء» في مالي

  • 5/27/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ازدادت في الفترة الأخيرة الهجمات التي تتعرض لها بعثة الأمم المتحدة بمالي من قبل جماعات مسلحة، حيث تعرض جنودها الذين يرتدون القبعات الزرقاء المميزة إلى الكثير من الحوادث التي انقسمت بين تفجيرات لسياراتهم، وإطلاق نار عليهم، وهجمات انتحارية بمعسكراتهم، وهو الأمر الذي دفع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في شهر أبريل (نيسان) الماضي إلى إبداء قلقه الشديد تجاه هذا الاستهداف المتزايد للبعثة، واصفا إياه بأنه «انتهاك خطير للقانون الدولي». وكان آخر هذه الهجمات ما حدث مساء أمس (الاثنين)، حيث قتل عنصر من بعثة الأمم المتحدة في مالي وأصيب آخر بجروح خطرة في إطلاق نار من مهاجمين مجهولين في باماكو. وقال مصدر أمني مالي لوكالة الصحافة الفرنسية «أطلق مسلحون، لم تعرف هويتهم بعد، النار ليل الاثنين على عنصرين من بعثة الأمم المتحدة كانا في سيارة تابعة للبعثة». وأضاف: «أحدهما قتل والثاني أصيب بجروح خطرة». وتابع المصدر نفسه «يجب الإشارة إلى ما حصل بأنه عمل إرهابي والمنفذين أعداء للسلام»، دون إعطاء أي إيضاحات أخرى. وأكد مصدر أمني في بعثة الأمم المتحدة الحادث والحصيلة، موضحا أن العنصرين ينتميان إلى كتيبة بنغلاديش المشاركة في البعثة. وكان العنصران يتوجهان من مطار باماكو إلى جنوب المدينة عندما تعرضا لإطلاق نار من مهاجمين على متن سيارة، بحسب المصدر. ويأتي هذا الهجوم بعد خمسة أيام من قيام مسلح بفتح النار على مقر إقامة عناصر من البعثة في حي فاسو كانو بالعاصمة. وكان المسلح الذي لم تعرف هويته قام فجر 20 مايو (أيار) بإضرام النار في آلية للبعثة كانت متوقفة أمام مقر إقامة عدد من العاملين العسكريين فيها وبإلقاء قنبلتين يدويتين لم تنفجرا. وأسفر الهجوم عن إصابة حارس تابع للأمم المتحدة بجروح وعن أضرار مادية. وكان الهدف من الهجوم حمل عناصر البعثة على الخروج لمهاجمتهم بأسلحة رشاشة وقنابل يدوية، بحسب محقق مالي. ودعت البعثة آنذاك السلطات المالية إلى «بذل كل الجهود لكشف المسؤول عن هذا العمل وإحالته أمام القضاء»، موضحة أنها «تتحمل مسؤولية أمن طاقمها وخصوصا في باماكو». كما رفضت البعثة الانتقادات التي وجهها إليها الرئيس المالي، إبراهيم أبو بكر كيتا، أثناء توقيع اتفاق سلام في باماكو في 15 مايو من قبل الحكومة والوساطة الدولية وليس من قبل المتمردين. وكان كيتا هاجم رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة إيرفيه لادسو، بعد توقيع اتفاق السلام مطالبا الأمم المتحدة بإبداء «العدل والإنصاف» إزاء مالي. وفي اليوم التالي، حمل لادسو بعنف على السلطات المالية التي لا تبدو ممتنة لقوات الأمم المتحدة التي خسرت 53 من عناصرها في هذا البلد. وتنشر الأمم المتحدة نحو 10 آلاف فرد في مالي للمساعدة في استقرار الأوضاع في ذلك البلد الذي اجتاحه متشددون مرتبطون بـ«القاعدة» في عام 2012. وأدى تدخل عسكري بقيادة فرنسا إلى طرد المتشددين عام 2013. ولكن الجيوب المتبقية لهم نفذت الكثير من الهجمات على قوات الأمم المتحدة والقوات الفرنسية وقوات مالي وأيضا على المدنيين.

مشاركة :