«لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم».. شهد الشارع المصرى خلال الأيام الأولى من العام الجديد عددا من جرائم القتل التى اندرجت تحت عنوان «القتل دفاعًا عن الشرف».حيث كشفت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الفيوم عن غموض مقتل «محمد ع» ٢٥ سنة، نجار مسلح، مقيم بقرية سيلا، دائرة مركز الفيوم، عثر على جثته ملقاة بمصرف البطس، بقرية سيلا، وبها طعنات بصدر القتيل وتهتك في الأوردة الواصلة للقلب، وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة شقيق المجنى عليه المدعو «رجب ع» ٤٥ سنة، بائع متجول مقيم بقرية سيلا، بسبب علاقة غير شرعية بين المجنى عليه وزوجة المتهم، استدرجه على أثرها إلى إحدى المناطق الزراعية المتاخمة للقرية، واعتدى عليه بسكين، ما أودى بحياته وأرشد عن السلاح المستخدم في الواقعة والهاتف المحمول الخاص بالمجنى عليه، وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.وفى محافظة المنيا، أقدم «ع. م» فلاح في العقد الخامس من عمره، مقيم بقرية منشأة عبدالله بمركز العدوة، على التخلص من شقيقته «ع م» ذبحًا بعد حملها سفاحا من أحد الأشخاص، هربًا من العار الذى سيلحق به حال انتشار خبر حملها في أرجاء القرية، حيث قام باستدراج الضحية وقتلها، ثم ألقى جثتها بالطريق الصحراوى الغربى بالقرب من محافظة الفيوم، حتى نجح رجال المباحث في ضبطه ليعترف بارتكاب الواقعة بدافع الانتقام لشرف العائلة، وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.أسباب ودوافعحول هذه الجرائم تقول الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع، إن مثل هذه الجرائم تعود إلى التفكك الأسرى والخلافات بين الزوج والزوجة، مؤكدة أنه يجب على الأزواج عدم إجبار بناتهن على الزواج بأشخاص رغمًا عنهن ومساعدتهن على اختيار الشخص المناسب لهن والمتقارب لهن في العمر، ومساعدتهن على إنهاء العلاقات غير المناسبة لهم قبل أن يصبحن ضحايا جدد في مسلسل القتل.ومن جانبه قال اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية السابق أن ارتفاع نسبة الجهل وتعاطى المواد المخدرة، له تأثير كبير للعنف داخل الأسرة، فعندما لا يجد ذلك الشخص المواد المخدرة تظهر عليه ملامح العنف والغضب وغياب العقل الذى بدوره يلجأ إلى القتل.مشيرا إلى أن مشاهد العنف التى أصبحت تذاع على الفضائيات، نتج عنها وقوع العديد من جرائم القتل، وجرائم الانتقام للشرف من قبل بعض الأزواج، غالبًا ما تكون بسبب التطور المطرد لوسائل الاتصال والإنترنت، وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية تبذل قصارى جهدها للحد من تلك الجرائم، من خلال القضاء على البؤر الإجرامية وحائزى الأسلحة النارية والبيضاء.عقوباتتقول الدكتورة فاطمة زغلول المحامية بالنقض إنه حال قيام الزوج بارتكاب جريمة قتل نتيجة سبق إصرار وترصد فإن العقوبة قد تصل للإعدام في حالة وجود نية القتل والتربص بالزوجة، أما إذا كانت نية القتل غير متوفرة، وقام بضرب زوجته فإن الجريمة تكون عقوبة الضرب المفضى إلى الموت، أما في حالة التلبس أو القتل بدافع الشرف فإن العقوبة تكون من ثلاث إلى سبع سنوات وحسب تقدير هيئة المحكمة.
مشاركة :