اتهم نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو (حميدتي)، رسميا مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني السابق، صلاح قوش، بالوقوف وراء الأحداث التي تشهدها الخرطوم.وكانت مجموعة من عناصر جهاز المخابرات السوداني أطلقت النار في الهواء بالخرطوم، احتجاجا على إجراءات إدارية ومالية.وأشار بيان صادر عن جهاز المخابرات العامة السوداني إلى أن "مجموعة من منسوبي هيئة العمليات اعترضت على إجراءات هيكلة الجهاز وقيمة المكافأة المالية وفوائد ما بعد الخدمة".وجهاز المخابرات العامة، جهاز تم إنشاؤه عام 2004، من خلال توحيد جهازي الأمن الوطني الذي كان مكلفا بالأمن الداخلي والمخابرات السودانية الذي كان مكلفًا بالأمن الخارجي في جهاز واحد وتحت إدارة مدير عام واحد تحت مسمى (جهاز الامن والمخابرات الوطني).من هو صلاح قوش؟الفريق أول صلاح عبد الله قوش، ولد في عام 1957، 63 عاما، وينحدر من قبيلة الشايقية بشمال السودان.تخرج من كلية الهندسة جامعة الخرطوم، والتحق بالعمل الاستخباراتي بعد تولي مجلس قيادة ثورة الإنقاذ بقيادة البشير مقاليد الحكم في عام 1989.تولى في عام 2004 منصب مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وأعفاه البشير من منصبه في 2009، ليشغل منصب مستشار البشير، قبل أن يقال في 2011، بدعوى التورط في محاولة انقلاب على البشير بمساعدة ضباط آخرين.وفي 2012، حكم على قوش بالسجن بعد إدانته بالتخطيط للانقلاب، لكن أفرج عنه بموجب عفو رئاسي في 2013، وعاد لمنصب مدير المخابرات مرة أخرى بقرار من البشير في أغسطس 2018.قوش ودارفوراعترف قوش في مقابلة صحفية بأن الحكومة السودانية تسلح مليشيات الجنجويد في دارفور وأقر في المقابلة أن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان حدثت في دارفور.وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن اسم قوش الملقب بـ"عقل الحكومة السودانية" ضمن لائحة قدمت إلى مجلس الأمن تضم 17 شخصا يعتبرون من أهم الشخصيات المتهمة بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور ويعرقلون السلام في الإقليم.ويتهم قوش بمسئوليته عن اعتقالات تعسفية والتضييق والتعذيب وإنكار حق المعتقلين في محاكمات عادلة.وفي أغسطس 2019، أدرجت الولايات المتحدة قوش ضمن قائمة الممنوعين من دخول أراضيها، وذلك بسبب ضلوعه في انتهاكات لحقوق الإنسان.وقال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور، معتصم محمد صالح لقناة "الحرة" الأمريكية، إن قوش متورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في دارفور وجبال النوبة وضد الناشطين في السودان لقد أشرف بنفسه على عمليات تعذيب لعشرات الاشخاص شهاداتهم موثقة في الاسافير.وأكد أن قوش ضالع في عمليات فساد مالي وإدري كبيرة "هذا مجرم من الدرجة الاولى".قوش والمخابرات الأمريكيةويربط قوش بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" علاقات وثيقة، ما دفع الوكالة للاعتراض بشدة على إدراج اسم قوش ضمن المتهمين بارتكاب «جرائم حرب» في دارفور بسبب تعاونه الأمني مع الأمريكيين. وتعزز التعاون الاستخباراتي بين السودان والولايات المتحدة، وخاصة خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن 2001-2009.قوش وثورة السوداناتهمت جماعات حقوقية صلاح قوش بلعب دور رئيسي في قمع الاحتجاجات الشعبية في السودان، والتي انتهت بإعلان استقالته. حيث أعلن المجلس العسكري الانتقالي في السودان في 14 أبريل 2019 أن رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبد الله محمد صالح المعروف باسم صلاح قوش استقال من منصبه.ورغم، تداول محللين ومراقبين أن قوش كان يدعم الثوة السودانية، وهي فكرة أوحت بها قصة الانقلاب الفاشل على البشير.لكن الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني، والقيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير، خالد عمر، قال لـ"الشرق الأوسط" إن الحديث عن دور لمدير جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح عبد الله قوش في الثورة السودانية وعلاقته بقادتها "كذبة لا أساس لها من الصحة".وأضاف:"لا توجد أي صلات مع قوش، وموقف قوى الحرية والتغيير مشهود في مواجهة النظام طوال 30 عامًا، ولا يصح تشويه هذه الصورة بأكاذيب صناعة أبطال الساعة الخامسة والعشرين".لكن رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، قال في يونيو الماضي، إن قوش كان له دور فعال في ترتيبات إزاحة الرئيس المعزول عمر البشير والمشاركة في المذكرة التي رفعت إليه من القيادات العسكرية والأمنية، بجانب اتصالاته مع قوى الحرية والتغيير قبل عزل البشير.
مشاركة :