في إيران «الشعب يريد إسقاط النظام»

  • 1/15/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أقل من عقدٍ واحد على شعار الذي رقصت جمهورية خميني على إيقاعه بعد أن مررته بالشراكة مع إدارة اوباما غير المأسوف عليها. وها هو شعارها يعود ليتردد في عقر دارها ولا تملك إلا أن تستخدم الرصاص الحي والمجنزرات وقوات الحرس الثوري والبوليس السري ضد شعبها الذي خرج من جديد وبعد أقل من شهر واحد الى شوارع المدن والمحافظات الايرانية يهتف بسقوط النظام وسقوط خامنئي وأسطورة الحرس الثوري. وعلى الطرف المقابل لمدينة قم صمتت كل قنوات الردح المدفوعة الأجر وتحسست جيوبها وجباهها، فالجزاء من جنس العمل وزمن الأساطير سقط في مزبلة التاريخ، فلم يعد المرشد ولا سليماني محل «تقديس» مفتعل ومنفوخ بالزبد المتطاير والمتبخر مع حرارة وسخونة شعار الشعب الايراني «الشعب يريد إسقاط النظام». وحتى الصوت الايراني الصارخ من جحره اختفى وهو يستيعد شريط مقتل سليماني بما أنذره في رسالة القصف لموكب زعيمه أن اصطياده سهل ولربما كان قريبًا، فخرج صوته، ولم يجد سوى مهاجمة أكراد العراق وحكومة مسعود البرزاني وكأنه هذه المرة يهرب الى جبال العراق ليبحث له عن كهف يحميه من حتمية نهاية مشابهة لنهاية سليماني. جمهورية خميني وبعد أربعة عقود عجاف لم يعد لها من رهان تراهن عليه سوى عدد جمهور الجنازات، وتفاخر كما فاخر صنيعها نصر اللات بعدد جمهور جنازة سليماني، فما بين اصطياد سليماني وتابعه المهندس الارهابي وما بين جمهور حمله الى قبره ليقبره فيه الى الأبد ثمة معنى «العدد» ولم تستطع فهم رسالة الخلاص الشعبي منه ومن قمعه ومن جرائمه بحق الشعوب الايرانية بمختلف أعراقها. أدوات ايران ضمرت أحجامها بعد انتفاخ، فتوارى قيس الخزعلي، وتلاشت تهديداته وصمت عن الوعيد بل وبرّأ نفسه أولاً ومليشياته من الاعتداء على محيط السفارة الامريكية في بغداد، فمقتل سليماني كان درسًا رادعًا له وللحشد الذي تفكك وتراجع عن المشهد، وتناسى أن زعيمًا له قتل بسهولة يسمى في ايران «جمالي» حين باع أرضه تمامًا كمن يبيع عرضه لجمهورية مرّغ شعبها آخر ورقة من أوراق حصانتها «المقدسة» في تراب طهران وطين مشهد وهو يهتف «الشعب يريد إسقاط النظام». وحين انتزع الشعب الايراني بقايا صور سليماني من آخر الجدران في المدن الايرانية كانت تلك رسالة أخرى شديدة الوضوح والإيحاء والدلالة إن زمن جمهورية الخوف قد انتهى وسقط جدار الخوف من وجدان شعب ايران بعد أربعة عجاف من العقود المجللة بعار العذابات يسومها نظام لشعبه. صناعة «التقديس» انتهت حين بدا الشعب الايراني وجماهير كربلاء انتزاع صور خامنئي لحرقها أمام الشاشات وسط هتافات بسقوط النظام فهل فهم الرسالة من تعسر عليه الفهم؟؟ دارت الدوائر او كما قيل الزمن دوّار وسقوط الأوهام المقدسة في مدن الصفيح محكوم بوقت بل بعدد من الساعات قصير، ثم سرعان ما هدرت الأصوات التي ظلت مكتومة في الصدور وبين الأضلع، فهي لحظة الحقيقة التي لابد منها. سليماني المقبور احترف صناعة الارهاب، فاعتلى في دولة الارهاب مكانة توازي مكانة زعيمها المتوج الذي سرعان ما انهار وبكى وهو يرى صانع ارهابه يقتل وهو الذي كان يقتل فقط، صدمه قتله لم تكن سهلة على زعيمه المعمم في قم. ها هنا فهمت معنى الصدمة جميع الأدوات الايرانية الموزعة في مدننا العربية فاختفت في مخابئها السرية وهي ترقب الفضاء لعل صاروخًا يصطادها كما اصطاد زعيم الارهاب. فهل يكون العام 2020 بداية سقوط أنظمة الخوف؟؟ كان ذلك هو السؤال المعلق على بوابات طهران وبغداد وجميع مدن البلدان التي عاثت فيها الأذرع الايرانية فسادًا وقتلاً وتفجيرًا وارهابًا وتخريبًا، ولم تستطع جوقات الصغار وبقايا فلول دوار العار أن تقمع سؤال نهايات جمهورية الخوف في ايران فدوي أصوات شعبها ترددت في الفضاء المفتوح وهي تهتف «الشعب يريد إسقاط النظام».

مشاركة :