كثيرون يرددون أننا قاربنا على دخول حرب عالمية ثالثة، وحسب تعريف الحرب العالمية هي أن عدة دول تشتعل فيها نيران الحرب، ومن منا يستطيع أن ينكر أننا حقيقة نعيش حرب عالمية ثالثة في قلب العالم العربي.فلسطين قضيتنا الأم ساحتها ملتهبة ومقسمة إلى اثنتين حكومة رام الله متمثلة بحركة فتح ورئيسها محمود عباس، أما قطاع غزة فيغرد خارج السرب منذ ثلاثة عشر عامًا تحت سيطرة حركة حماس، ويعاني ما يقارب مليونين من سكان قطاع غزة من حصار قاتل وكرّ وفرّ.سوريا قارب العام الثامن أن ينتهي وندخل في العام التاسع ونحن لا نرى النور في آخر النفق، وما نجده مزيدًا من الصراع الدموي المخيف وأعداد هائلة من المهجرين داخل وخارج البلد، وفصائل مسلحة بين مؤيد ومعارض وتدخلات دولية مختلفة، فالساحة السورية مباحة للجميع من دون استثناء.ليبيا نفوذ لجهات إرهابية مع صراع عنيف بين فصائل مسلحة، وانقسام داخلي بين مكونات المجتمع الواحد، وحكومة وفاق البعض يعترف بها والآخر يرفضها، وكلما نجد تهدئة ودعوات للسلام نصدم خلال فترة قصيرة بعودتنا إلى نقطة الصفر.اليمن احتلال لميليشيات مرفوضة من كل بقاع الأرض، وحكومة متواجدة في عدن تحاول فعل شيء لهذا الشعب المسكين الذي يعاني أزمة إنسانية حيث تفشي للأمراض ونقص في الطعام والماء الصالح للشرب وكل أنواع الخدمات، وسعي من قبل البعض لعودة كيان اليمن الجنوبي كما في الماضي.العراق وطني يحاول النهوض من جديد لكن أعداءه كثر والخطط التي تحاك له كل يوم تظهر، حيث سرطان الفساد أسس كيانات وأصبحوا دولة داخل الدولة نفسها، وهذا السرطان ليس من السهل اجراء عملية جراحية لاستئصاله.أوطاننا الأخرى كالجزائر وتونس والسودان ولبنان والاردن فإنها تمر بظروف اقتصادية لا تحسد عليها، وتحديات أخرى معروفة للجميع، ونتمنى لها أن لا تنزلق فالربيع العربي الملتهب ما زال في جعبته الكثير.والآن بعد هذا السرد لحالنا، أليس من حقي أن أصف أننا بتنا في حرب عالمية ثالثة؟!حسين علي
مشاركة :