كان ملء السمع والبصر، وقاد المنتخب التركي لكرة القدم إلى أكبر الإنجازات في تاريخه بالحصول على المركز الثالث في مونديال 2002، لكنه الآن يعيش حياة صعبة، ويعمل سائقًا لدى “أوبر” بعد أن سلط عليه “أردوغان” زبانيته ليذيقوه العذاب ألوانًا. هذه هي القصة باختصار.. قصة اللاعب التركي الأشهر هاكان شوكور، نجم هجوم إنتر ميلان ومنتخب تركيا السابق، وصاحب أسرع هدف في تاريخ كؤوس العالم، الذي فتح الباب لتركيا للظفر ببرونزية كأس العالم، بوصفه أكبر إنجاز كروي في تاريخ البلاد.“لم يتبقَّ لي شيء” ولكنه بسبب الرئيس التركي “أردوغان” أصبح في حكم المشردين؛ فترك بلده متجهًا إلى الولايات المتحدة خوفًا من بطش السلطات التركية التي اتهمته بالمشاركة في الانقلاب المزعوم عام 2016م، على الرغم من أنه كان أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2011 إلى أواخر 2013م، ولكن انقلبت عليه السلطة بعد أن اتُّهم بإهانة “أردوغان” على “تويتر” في فبراير 2016م؛ ما تسبب في اتهامه بالمشاركة في الانضمام لجماعة المفكر الإسلامي فتح الله كولن، ومن ثم صدور مذكرة اتهام بحقه في أغسطس من العام نفسه. يقول “شوكور” في تصريحات لوسائل إعلام ألمانية: “لم يتبقَّ لي شيء بأي مكان في العالم. لقد سلب مني كل شيء: حقي في الحرية والتعبير عن الرأي، والعمل”.الهروب إلى الحرية وفي نوفمبر 2017 اضطر “شوكور” إلى الفرار من تركيا إلى الولايات المتحدة، وحاول بدء عمل جديد، وفتح مقهى يستطيع من خلاله كسب رزقه بعد أن سُلب كل شيء، واضطر لمغادرة بلاده، إلا أن مريدي السلطان لم يتركوه؛ فألقوا الحجارة على متجر زوجته، كما تعرض أبناؤه لمضايقات في الشوارع، فضلاً عن تلقيه الكثير من التهديدات، بحسب ما أكده لوسائل الإعلام الألمانية. وأشار نجم الكرة التركي السابق إلى أن السلطات حبست والده بعد مغادرته تركيا، وهو يخضع الآن للإقامة الجبرية، وأُصيب بالسرطان أثناء حبسه، كما قامت السلطات بمصادرة كل أملاكه وأصوله.كيف يكسب رزقه؟ ويعمل حاليًا “شوكور” بائعًا للكتب في الولايات المتحدة، إلى جوار عمليه سائق سيارة “أوبر”؛ وذلك من أجل توفير لقمة العيش لأسرته في بلاد الغربة. ويتساءل النجم السابق في حسرة عن سبب عداوة السلطة التركية له، وأفعالها الدنيئة معه: “ماذا كان دوري في هذا؟ لم يستطع أحد شرح وتوضيح الأمر لي حتى الآن. فعلت أشياء قانونية فقط في بلدي، وبشكل علني، ولكنني أُدعى هاكان شوكور، أيمكنهم إطلاعي على أي جريمة ارتكبتها أنا؟ لا، هذا يعني فقط (خائن) و(إرهابي)، أنا عدو الحكومة، لا الدولة أو الشعب التركي، أنا أحب بلدي وشعارها”.
مشاركة :