دبي: «الخليج» أكدت منى غانم المري، نائب رئيس مجلس دبي للإعلام رئيسة نادي دبي للصحافة، أن إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لمجلس دبي للإعلام، برئاسة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، يعكس حرص سموه على بدء مرحلة جديدة من العمل على تطوير قطاع الإعلام، سواء في إطاره المحلي أو ضمن الإسهام في دفع عمليات تطويره عربياً.وأشارت في حوار مع «الخليج» إلى أن اختيار وزراء الإعلام العرب لدبي لتكون عاصمة الإعلام العربي لعام 2020 يحمل العديد من الدلالات ويأتي مشمولاً بالعديد من المسؤوليات والالتزامات.وقالت: «سنعمل من خلال مجلس دبي للإعلام ونادي دبي للصحافة وكافة الأجهزة الإعلامية المؤثرة وبالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية واللجنة الدائمة للإعلام العربي وكافة الأجهزة المعنية على أن يكون هذا العام علامة فارقة في المشهد الإعلامي العربي». وأضافت أن منتدى الإعلام العربي الذي ينظمه نادي دبي للصحافة بصورة سنوية منتظمة هو التجمع الأكبر والأهم على مستوى العالم العربي، إذ يجتمع خلاله نحو 3000 إعلامي من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، لمناقشة واقع ومستقبل الإعلام.وأكدت أن أثر المنتدى لا ينحصر في الجلسات التي تتضمنها أجندته، بل يمتد لأبعد من ذلك من خلال الحوار المباشر الذي يجمع القائمين على العمل الإعلامي العربي في ردهاته وأروقته على مدار يومين، ما يعين على تعزيز جسور التواصل بين صناع الإعلام في عالمنا العربي من أجل مزيد من التعاون الإيجابي والبناء. وفيما يلي نص الحوار: * قدّمت دبي للإعلام العربي من خلال نادي دبي للصحافة ومبادراته ومن أهمها منتدى الإعلام العربي وجائزة الصحافة العربية الكثير، وجاء اختيارها عاصمة للإعلام العربي لرد شيء من العرفان، كيف تقابلون هذا الاختيار؟- لا شك أننا نشعر بسعادة غامرة أن نلقى هذا التقدير على المستوى الرسمي العربي، بعد أن عبر آلاف الإعلاميين العرب على مدار سنوات لتقديرهم لما تقوم به دبي من جهود لم تقتصر فقط على تطوير قطاعها الإعلامي المحلي، بل سعت في كل محطاتها إلى المساهمة بصورة مؤثرة في دفع مسيرة الإعلام العربي قدماً. ويسرنا كذلك أن يكون لنادي دبي للصحافة إسهامه الملموس في دعم مكانة دبي في المجال الإعلامي وصولاً إلى تتويجها عاصمة للإعلام العربي بإجماع وزراء الإعلام العرب، إلا أن المشهد الإعلامي في دبي تطور تطوراً كبيراً خارج مبادرات النادي بفضل رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي.ويمكننا القول إن بداية الانطلاق في مجال التطوير الإعلامي الذي تجاوز تأثيره حدود دولة الإمارات، كان مع تأسيس النادي قبل عشرين عاماً وتحديداً في شهر نوفمبر من عام 1999، حيث انطلق النادي ليحقق الرسالة التي حددها له صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وهي أن يكون منصة تجمع صناع الإعلام والقائمين على مؤسساته سواء المحلية أو العربية وكذلك العالمية. ومنذ ذلك التاريخ، مضت دبي في مسيرة تطوير قطاع الإعلام مستلهمة رؤية سموه ونهج دبي واستهدافها لريادة التغيير الإيجابي في شتى القطاعات، وتوالت الإنجازات، حيث جاء تأسيس مدينة دبي للإعلام في عام 2001 كخطوة مهمة ومحطة رئيسة لانطلاقة قوية نحو ترسيخ موقع دبي كمركز إعلامي رئيسي في المنطقة، حيث حرصت دبي على تهيئة مناخ جديد داعم للإعلام يوفر كل مقومات التميز للإعلاميين ويمنحهم الأجواء التي تعينهم على تأدية رسالتهم على الوجه الأكمل، فجاءت المدينة لتواكب تطلعات الإعلاميين العرب، فضلاً عن تلبية احتياجات مؤسسات الإعلام العالمية التي وجدت في المدينة الخيار الأمثل لإقامة مقارهم الإقليمية فيها، لاسيما مع كون المدينة منطقة حرة تتمتع قواعدها وأطرها التنظيمية بالمرونة التي تتوافق مع احتياجات مجتمع يعتمد في نشاطه على الإبداع ما يستدعي توافر القدرة على التعاطي السريع مع متغيرات هذا القطاع، فيما قدمت مدينة دبي للإعلام بنية أساسية هي الأفضل عالمياً وجدت فيها الشركات الإعلامية ضالتها التي تعينها على أعمالها بكفاءة واعتمادية عالية وفق أفضل المواصفات العالمية، واليوم يوجد أكثر من 2000 مؤسسة إعلامية تضم أكثر من 25 ألف إعلامي ومتخصص في المدينة. زيادة الطلب * كيف تصرفتم مع تزايد الطلب على الإمارة من جانب المؤسسات الإعلامية المتخصصة من مختلف أنحاء المنطقة والعالم؟- مع كون التطوير المستمر والتحديث للقدرات والإمكانات أحد السمات الرئيسة لدبي، ومع تزايد الطلب على الإمارة من جانب المؤسسات الإعلامية المتخصصة من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، كان التفكير في توسيع القاعدة الإعلامية لاستيعاب هذا الطلب الذي لم يتوقف مؤشره عن الصعود، فكان تأسيس «مدينة دبي للاستوديوهات» و«مدينة دبي للإنتاج» لتقديم بيئات أكثر تخصصاً لتلبية احتياجات مؤسسات البث والإنتاج التلفزيوني والسينمائي وقطاعي النشر والطباعة على التوالي، وتضم المدينتان اليوم أكثر من 10 آلاف متخصص في تلك المجالات، لتتسع دائرة العمل الإعلامي وتزداد بيئتها تخصصاً وتراكم دبي مع تطورها خبرات كبيرة في كافة مسارات الإعلام، والتي تضعها جميعاً في خدمة إعلام المنطقة ومؤسساته. ومن المؤكد أن إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمجلس دبي للإعلام، برئاسة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد، يعكس حرص سموه على بدء مرحلة جديدة من العمل على تطوير قطاع الإعلام سواء في إطاره المحلي أو ضمن الإسهام في دفع عمليات تطويره عربياً.اختيار وزراء الإعلام العرب لدبي لتكون عاصمة الإعلام العربي لعام 2020 يحمل العديد من الدلالات ويأتي مشمولاً بالعديد من المسؤوليات والالتزامات، وسنعمل من خلال مجلس دبي للإعلام ونادي دبي للصحافة وكافة الأجهزة الإعلامية المؤثرة وبالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية واللجنة الدائمة للإعلام العربي وكافة الأجهزة المعنية على أن يكون هذا العام علامة فارقة في المشهد الإعلامي العربي. إنجازات لا تتوقف * يتزامن الاختيار مع حدث مهم تشهده الدولة والإمارة متمثلاً في انعقاد إكسبو دبي، كيف ينعكس هذان الحدثان على الإمارة بحيث يتعاظم الإنجاز؟- الإنجازات في دبي لا تتوقف... لأن حركة التطوير لا تتوقف... فتوقف الإنجاز معناه توقف الحياة.. وهذا ما تعلمناه في مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد.. واختيار دبي عاصمة للإعلام العربي لا شك في أنه سيسهم بصورة ملحوظة في دعم الحدث الكبير الذي انتظرناه على مدار سبع سنوات منذ أن فازت دولة الإمارات باستضافة أكبر وأعرق معارض العالم على الإطلاق وهو معرض «إكسبو» حيث سيجتمع العالم في دبي من أجل رسم ملامح المستقبل. فالعالم ينتظر معنا هذه الدورة الخاصة من إكسبو الذي تعمل دبي على تقديمها في صورة غير مسبوقة ستمثل طفرة كبيرة في تنظيم واستضافة المعرض الذي طاف أنحاء مختلفة من العالم، وسيكون للإعلام دور رئيسي في ترسيخ معالم تلك الدورة في أذهان العالم، وإلقاء الضوء على ما سيتضمنه من أفكار وحلول متطورة وتكنولوجيا تخدم الإنسان وتعينه على التغلب على كافة التحديات المحيطة به. «إكسبو 2020 دبي» حدث ضخم وأثره كبير وسيسلط العالم أنظاره على دبي في فترة انعقاده الممتدة على مدار ستة أشهر اعتباراً من شهر أكتوبر المقبل، والإعلام سيكون النافذة التي سيطل منها العالم على هذا الحدث وما سيحمله من مستجدات، ومع كون دبي عاصمة للإعلام العربي، سيكون بالطبع هناك نشاط إعلامي مكثف مصاحب للحدث فضلاً عن كون قطاع الإعلام مستفيداً مما سيطرحه المعرض من تقنيات حديثة سننظر في كيفية توظيفها من أجل صالح الإعلام العربي وتعزيز قدراته وتنافسيته على الصعيد الدولي. استضافة دبي لإكسبو.. واختيارها عاصمة للإعلام العربي إنجازان كبيران.. سينضمان إلى إنجازات أخرى عديدة يحفل بها رصيد دبي من نجاحات تشكل بها ملامح الغد ضمن القطاعات الأكثر تأثيراً في المستقبل مثل الطاقة والفضاء والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وغيرها الكثير. صناعة الإعلام * كيف سينعكس اختيار دبي عاصمة للإعلام العربي على فعاليات ومضمون منتدى الإعلام العربي في دورته المقبلة؟ - منذ انطلاق المنتدى قبل نحو 20 عاماً، حرصنا على أن يكون المنتدى مواكباً لأهم التطورات والمستجدات، سواء على الساحة العربية بصورة عامة من قضايا وموضوعات يعنى بها المواطن العربي في شتى أنحاء المنطقة، أو على المستوى التطورات المتعلقة بصناعة الإعلام وما يعتريها من متغيرات على كافة المستويات المهنية والاحترافية، وربما كانت تلك المواكبة والارتباط بالأحداث المحيطة والحرص على طرحها للنقاش عبر جلسات حوارية يشارك فيها نخبة الإعلاميين والمفكرين والكُتّاب من شتى ربوع المنطقة، والشفافية في إقامة حوار أساسه الشفافية والموضوعية والاتزان في التناول والطرح، سبباً من الأسباب التي رجحت اختيار دبي عاصمة للإعلام العربي، فنحن نعتز بكون «منتدى الإعلام العربي» الذي ينظمه نادي دبي للصحافة بصورة سنوية منتظمة هو التجمع الأكبر والأهم على مستوى العالم العربي، إذ يجتمع في دبي سنوياً من خلال المنتدى نحو 3000 إعلامي من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، لمناقشة واقع ومستقبل الإعلام. والمنتدى لا ينحصر أثره في الجلسات التي تتضمنها أجندته، ولكن أثره يمتد لأبعد من ذلك من خلال الحوار المباشر الذي يجمع القائمين على العمل الإعلامي العربي في ردهات وأروقة المنتدى على مدار يومين، ما يعين على تعزيز جسور التواصل بين صناع الإعلام في عالمنا العربي من أجل مزيد من التعاون الإيجابي والبناء، ولا اعتقد أن هناك تجمعاً إعلامياً آخر نجح في صنع هذا التأثير. ونقاشات المنتدى وما قدمه من تقارير بحثيه ومراجع معلوماتية كانت دائماً حاضرة في قلب المشهد الإعلامي العربي والعالمي بكل متغيراته، حيث كان المنتدى مواكباً للطفرة الإعلامية المتمثلة في ظهور منصات التواصل الاجتماعي وما لازمها من ظهور ما يعرف بالإعلام المجتمعي، وكذلك التحول إلى المنصات الرقمية وكان الحوار دائماً ملماً بتلك التطورات وسبل التعاطي معها وتوظيفها في خدمة رسالة إعلامية نافعة لها حضورها وتأثيرها في الشارع العربي، ونحن مستمرون من خلال المنتدى في رصد ومواكبة كل المستجدات لاستباقها والاستعداد لتأثيراتها. مسيرة النجاح * تحتضن دبي أكثر من 4000 مؤسسة إعلامية، ما جعلها رائدة المنطقة في هذا المجال، فهل سيكون لها دور في احتفالات دبي باختيارها عاصمة الإعلام العربي؟- دبي دائماً تنظر لكل الشركات العاملة فيها والمؤسسات التي اختارتها مقراً لها وضمن مختلف القطاعات على أنهم جميعاً شركاء في مسيرة النجاح.. فالمكتسبات التي حققتها دبي لم تكن لتتحقق لولا هذه العلاقة الفريدة التي نجحت دبي في تقديم نموذج فريد لها يحتذى عالمياً، واختيار دبي عاصمة للإعلام العربي يأتي تقديراً لنجاحها في التأسيس لهذا النموذج من الشراكة التي تضمن لطرفيها النجاح، فضلاً على ما طرحته دبي من إنجازات وضعتها في خدمة الإعلام العربي، وأود أن أذكر هنا تقرير «نظرة على الإعلام العربي» الذي قدمه نادي دبي للصحافة عبر منتدى الإعلام العربي ضمن عدة دورات، ليكون مرجعاً علمياً شاملاً للقائمين على الإعلام في المنطقة. نتطلع للعمل مع جميع المؤسسات الإعلامية القائمة في دبي من أجل جعل عام 2020 بحق عاماً مختلفاً وحافلاً بالإنجازات للإعلام العربي، ونحن نثق أن دور هذه المؤسسات سيكون مفصلياً في تحقيق هذه الغاية التي نسعى من خلالها لتنفيذ أفكار ورؤى نافعة للإعلام العربي وتعبر عن قيمة مضافة حقيقية له، ونرحب بكل الأفكار والمقترحات التي سنأخذها في الاعتبار، لتنفيذ ما يلائم منها ضمن الاحتفال بدبي عاصمة للإعلام العربي على مدار عام 2020. الانتقال إلى مرحلة عمل جديدة قالت منى غانم المري، نائب رئيس مجلس دبي للإعلام رئيسة نادي دبي للصحافة، إنه مع انتقال نادي دبي للصحافة إلى مقره الجديد، وضع فريق عمل النادي خطة عمل تجعل الانتقال المكاني للنادي مقدمة للانتقال إلى مرحلة عمل جديدة سيكون فيها للنادي نشاطاً ملحوظاً لاسيما أن اختيار دبي عاصمة للإعلام العربي يضاعف من المسؤولية الملقاة على عاتقه. وسيكون هناك، بإذن الله، العديد من الخطوات التطويرية التي ستعود بالفائدة على أعضاء النادي إيذاناً بانطلاقة جديد يؤكد فيها النادي إسهاماته كمنصة مؤثرة لها من الخبرة ما يمكنها من تقديم إضافات جديدة تدعم الإعلام وتعينه على أداء رسالته بالوجه الذي يرقى إلى توقعات المجتمع العربي، وسيتم الكشف تباعاً خلال الفترة المقبلة عن خطط النادي في هذا الخصوص.
مشاركة :