الاستعدادات للبدء في تصوير أعمال الدراما الرمضانية على قدم وساق، حيث أعلن بعض شركات الإنتاج الخاصة في هذا المجال عن أسماء الأعمال التي ستبدأ غالبيتها بتصويرها في 15 الجاري. وستدور كاميرا تنفيذها في مواقع اختيرت بين لبنان وسوريا.فكما شركة «الصباح إخوان» كذلك زميلتها «إيغل فيلمز للإنتاج» كشفتا عن الأعمال التي ستقومان بتصويرها وكذلك عن أسماء النجوم المشاركة فيها. إلّا أنّه في المقابل لم تتضح هذه الصورة بشكل تام لدى محطات التلفزة اللبنانية التي على ما يبدو أنّها لم تحسم أمرها بعد في هذا الصدد. وهي لا تزال تدرس مدى إمكانية شراء مسلسلات رمضانية في ظل شح مالي تعاني منه بسبب الأوضاع المضطربة في لبنان. ولكن حسب الشركات المنتجة فإنّ الدّفة ترجح استبعاد هذا الأمر إلى حد كبير، وهو ما دفعها إلى التوجه بإنتاجاتها إلى قنوات فضائية عربية كـ«إم بي سي» و«أو إس إن» و«أبوظبي» وغيرها.فالصورة العامة للبرمجة التلفزيونية الرمضانية لعام 2020 تختلف تماماً لدى هذه المحطات عن السنوات الماضية، وهي تدور في حلقة مفرغة بعد أن هبطت إيراداتها بشكل ملحوظ لا سيما في الأشهر القليلة الماضية، مما اضطرها إلى اتباع سياسة عصر النفقات. ويبدو أنّ الأعمال الدرامية ستكون الغائبة الحاضرة عن الشاشات المحلية في ظل وضع اقتصادي متأزم يعيشه معظمها. ومن هذا المنطلق يمكن التوقع أنّ أعمال رمضان سيُستعاض عنها بتكملة عرض أعمال درامية كانت قد بدأت ببثها المحطات في سبتمبر (أيلول) الفائت، واضطرت إلى توقيفها بفعل انطلاق الحِراك المدني على الأرض في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الفائت. وفي خيار آخر لبعضها فإنّها ستُخرج ما وضعته في الأدراج إلى النور في حال كانت الأوضاع بحالة أفضل. ويقول رئيس مجلس إدارة محطة «إل بي سي آي» بيار الضاهر: «لم نتخذ أي قرارات حاسمة حول هذا الموضوع حتى الآن، وكل شيء يرتبط بالأوضاع السياسية والميدانية في لبنان».ومن المسلسلات التي بدأت شركة «الصباح إخوان» التحضير لتنفيذها «من الآخر» لمعتصم النهار وريتا حايك وسينتيا صاموئيل. ويتردد أنّ قناة «إم تي في» اللبنانية سبق واشترت حقوق هذا العمل قبل استفحال الأزمة المالية، كغيرها من المحطات التي بدأت ملامحها تظهر بوضوح منذ أكتوبر الفائت. وهو سيعرض على شاشتها كما على شاشة قناة «دبي» خلال موسم رمضان المقبل.أمّا المسلسل الثاني على خريطة «الصباح إخوان» الرمضانية فهو «الهيبة 4» من بطولة تيم حسن وديما قندلفت وبالاشتراك مع عادل كرم. وحتى الساعة لم يُحسم أمر عرضه على الشاشة المذكورة تماماً كما مسلسل «عشرين 20» من بطولة نادين نسيب نجيم وقصي الخولي. فـ«إم تي في» كانت قد أخذت على عاتقها منذ نحو أربع سنوات عرض إنتاجات «الصباح إخوان». ولكن في ظل الحالة المالية المتأزمة التي تعيشها قد لا يتطابق حساب الحقل مع حساب البيدر. ويعلّق مدير البرامج في «إم تي في» جوزف حسيني: «توجُّهنا هو إلى عرض مسلسلات رمضان لكسر هذه الرتابة التي تجتاح شبكات البرامج منذ فترة. ومبدئياً نتمسك بعرضها إلّا في ظل استثناءات قد تحدث على الأرض. ولكنّنا في المقابل لن ننتج مثلاً المسلسل السنوي الذي تكتبه عادةً كارين رزق الله لهذا الموسم، كل سنة».وتستعد شركة «الصبّاح إخوان» من ناحية ثانية للبدء في تصوير مسلسل «أسود فاتح» مع الفنانة هيفاء وهبي ويشاركها في البطولة الممثل المصري أحمد فهمي.أمّا شركة «إيغل فيلمز» المتفاهمة مع قناة «إل بي سي آي» منذ سنوات على التعاون في هذا المجال، فقد أعلنت مؤخراً عن اتفاقها مع سيرين عبد النور والسوري محمود نصر على بطولة عمل درامي ضخم بعنوان «دانتيل». وسيوقع إخراج هذا العمل المستوحى من فورمات أجنبية (velvet) المثنى صبح. ويعمل على كتابته كل من سماء عبد الخالق وإنجي القاسم. ويحكي المسلسل قصة مشوقة وغريبة في آن ضمن قالب رومانسي اجتماعي. ولكن في المقابل، من المستبعد حتى الساعة أن تشتري حقوق عرضه «إل بي سي آي»، كما تتردد المعلومات في الشركة المنتجة «إيغل فيلمز».وبعد النجاح الذي حققه مسلسل «دفعة القاهرة» في رمضان الماضي، تستعد الشركة المذكورة للمنتج جمال سنان للبدء بتصوير النسخة الجديدة من المسلسل بعنوان «دفعة بيروت». وسيجري تصويره في العاصمة اللبنانية ويضم عدداً من النجوم الذين شاركوا بالنسخة الأولى وأبرزهم نور الغندور ومهند الحمدي وبشار الشطي وغيرهم. أمّا العمل الثالث الذي يجري أيضاً التحضير له من قبل «إيغل فيلمز» فهو «أولاد آدم» من بطولة ماغي بوغصن ودانييلا رحمة وماكسيم خليل الذي تطلّ فيه هذه السنة بوغصن ضمن دراما رومانسية بعيداً عن تلك الكوميدية التي شاهدناها فيها في سنوات ماضية. وأعلنت الشركة عن غناء الفنان ملحم زين شارة المسلسل وهي بعنوان «ضعف نظر».أمّا خريطة الدراما الرمضانية التي ستتبع في المحطات المحلية، وحسبما تكشف عنه حتى الآن، فستكون كالتالي: محطة «إم تي في» اللبنانية ستكمل عرض «بردانة أنا» لكارين رزق الله وبديع أبو شقرا، والذي توقف عرضه (عُرضت نحو 35 حلقة منه) منذ انشغالها كغيرها من المحطات بتغطية الحِراك المدني الدائر في لبنان منذ 17 أكتوبر الماضي. وكذلك من المتوقع أن تعرض في الفترة نفسها وقبلها بقليل «ما فيي» في جزئه الثاني لمعتصم النهار وفاليري أبو شقرا، إضافة إلى مسلسلات «من الآخر» و«الهيبة 4» و«عشرين 20».أمّا تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال (إل بي سي آي) فمن المقرر أن يكمل بدوره عرض مسلسل «بالقلب» لبديع أبو شقرا وسارة كنعان، وقد أوقف عرضه إثر انطلاق ثورة «لبنان ينتفض». ومن المسلسلات الأخرى المتوقع عرضها في رمضان ضمن الإنتاجات المحلية «غربة» للمخرجة ليليان بستاني و«رصيف الغربا» لإيلي معلوف.وفي انتظار بلورة المشهدين السياسي والاقتصادي في لبنان، فإنّ المحطات المحلية قد تخلط أوراقها من جديد، ولكن ليس إلى حدّ كبير. فتداعيات الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها معظمها قد تترك أثرها عليها ليس لمدة شهور بل لأكثر من ذلك إذا ما بقيت الأمور على ما هي عليه. وبالتالي فإنّ المشاهد اللبناني سيجد نفسه مضطراً للتحول إلى قنوات فضائية لمتابعة أحدث الأعمال الرمضانية لعام 2020.
مشاركة :