معسكرا اليمين واليسار في إسرائيل يتسابقان لتشكيل تحالفات انتخابية

  • 1/15/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن في إسرائيل عن ولادة تحالف يميني جديد في إطار الاستعداد للانتخابات التشريعية (الكنيست) المقرر إجراؤها في الثاني من مارس المقبل، والتي يأمل الإسرائيليون أن تنهي حالة الشلل السياسي التي تشهدها البلاد منذ أشهر، على ضوء عجز القطبين الرئيسيين حزب الليكود وتحالف “أزرق أبيض” عن تشكيل حكومة. وتتحدث أوساط سياسية إسرائيلية أن التحالفات الجاري عقدها سواء كان بالنسبة لليمين أو اليسار ستكون عاملا مؤثرا في الانتخابات المقبلة، ولكن لا يمكن الرهان على أنها ستكون حاسمة في إنهاء الأزمة. وكشف حزبا “اليمين الجديد” و”الوحدة القومية” عن قرارهما الثلاثاء خوض الانتخابات التشريعية، ضمن قائمة واحدة، فاسحين المجال لانضمام أحزاب أخرى إلى هذا التحالف الانتخابي على غرار “البيت اليهودي”. ويرأس “اليمين الجديد” وزير الدفاع الحالي نفتالي بينيت ووزيرة العدل السابقة أياليت شاكيد، أما “الوحدة القومية” فيترأسه وزير المواصلات بتسلئيل سموتريتش. وينشط الحزبان اللذان يتبنيان مواقف يمينية متطرفة داخل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس وجاء الإعلان عن هذه الوحدة مع فتح باب الترشيح للانتخابات، حيث تغلق لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية باب الترشيح مساء الأربعاء. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بينيت قوله “هذا يوم عظيم، لقد حققنا وحدة عظيمة لأيديولوجية اليمين والصهيونية الدينية”. ودعا بينيت وشاكيد وسموتريتش الأربعاء حزب “البيت اليهودي” برئاسة وزير التعليم الحاخام رافي بيرتس، للانضمام إلى تحالفهم. ولكن صحيفة “يديعوت أحرونوت” أشارت إلى أنهم يريدون “البيت اليهودي”، دون جماعة “عوتسما يهوديت” المؤلف من نشطاء يمينيين يتهمون بالعضوية في حزب “كاخ” الإرهابي الذي أسسه الحاخام مئير كهانا، والمنضم إلى “البيت اليهودي”. وأشارت الصحيفة إلى أن “اليمين الجديد” و”الوحدة القومية” يخشيان من أن انضمام “عوتسما يهوديت” سيكون من شأنه التسبب بخسارة أصوات. وكان زعيم “البيت اليهودي” رافي بيريتس أعلن في وقت سابق عن رفض حزبه الانضمام إلى التحالف المشكل. وصوت أعضاء اللجنة المركزية للحزب مساء الأحد على التمسك بالتحالف مع “عوتسما يهوديت”. وجدير بالذكر أن حزب “البيت اليهودي” سبق وأن أخفق في الوصول إلى نسبة الحسم البالغة 3.25 بالمئة في الانتخابات العامة التي أجريت في سبتمبر الماضي. وياتي الإعلان عن هذا التحالف اليميني الجديد بعد يوم واحد على إعلان اتحاد أكبر حزبين يساريين في إسرائيل وهما “العمل” و”ميريتس”. وسيشارك الحزبان اليساريان في الانتخابات ضمن قائمة مشتركة أطلقا عليها اسم “حقيقة” (يميت). ويتزعم عمير بيريتس حزب العمل، في حين يرأس نيتسان هوروفيتس حزب ميريتس. وحصل حزب العمل على ستة مقاعد في انتخابات سبتمبر، مقابل خمسة مقاعد لحزب ميريتس. وقال الحزبان في بيان إن “بيريتس وهوروفيتس أكدا على رسالة الوحدة والأمل في التغيير السياسي في قلب المجتمع والتوجه السياسي للحكومة المقبلة بعد نهاية عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”. وصرح بيريتس في مؤتمر صحافي برفقة هوروفيتس “للحصول على فرصة لاستبدال نتنياهو، فإن الأمور المشتركة بيننا أهم من الاختلافات”. وشغل نتنياهو منصب رئيس الوزراء لأطول فترة في تاريخ إسرائيل، ووعد بمواصلة منصبه رغم اتهامه في ثلاث قضايا فساد. ويراهن نتنياهو على التحالفات اليمينية الجاري عقدها على غرار تحالف حزبي “اليمين الجديد” و”الوحدة القومية”، لترجيح كفته في الاستحقاق خاصة وأن نتائج سبر الآراء الأخيرة تشير إلى أن نسب الأصوات بينه وبين منافسه الرئيسي تحالف “أزرق أبيض” متقاربة. وأشاد زعيم “أزرق أبيض” الجنرال السابق بيني باتحاد الأحزاب اليسارية والذي يأمل في التحالف معها بعد الانتخابات. وقال غانتس “أنا مسرور أن الأمور سارت على ما يرام وأرحب بالوحدة”. وأضاف “يجب أن يكون هناك حزب إلى يسار ‘أزرق أبيض’ الموجود وسط الساحة السياسية”. إلا أن هوروفيتس رفض تصريحات غانتس وقال إن الإسرائيليين اليمينيين “يستطيعون أن يصوتوا لتحالف أزرق أبيض”. ويقول محللون إن الأحزاب اليمينية واليسارية وتلك المحسوبة على الوسط تبحث عن مظلات أوسع لتحسين تموقعها في الكنيست وحتى يكون لها ثقل عند بحث تشكيل الحكومة، ولكن حسب المؤشرات فإن نتائج الانتخابات المقبلة لن تكون حاسمة وستكون هناك فوارق بسيطة بين كتلتي اليمين واليسار على وجه الخصوص. وكشف استطلاع جديد للرأي أجرته القناة الإسرائيلية الثانية أن التحالف بين حزبي العمل وميريتس لن يؤدي إلى زيادة المقاعد التي يمتلكها الحزبان حاليا، حيث مرجح أن يحصل التحالف على 9 مقاعد وهو نفس عدد المقاعد المحقق في الاستحقاق السابق، (العمل 5 وميريتس 4). بالمقابل أظهر الاستطلاع الذي أجري قبل إعلان تحالف “اليمين الجديد” مع “الحركة القومية” أن اتحاد “البيت اليهودي” و”الحركة القومية” و”عوتسماه يهوديت” قد يساعد على تجاوز القائمة نسبة الحسم، وقد تحصل مجتمعة على 5 مقاعد وفي المقابل فإن حزب “اليمين الجديد” سيحصل على 6 مقاعد. ووفق الاستطلاع، فإن تحالف “أزرق أبيض” سيحصل على 34 مقعدا فيما يقتصر حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو على 31 مقعدا في تراجع جديد، حيث أنه في الاستطلاع السابق كان تحصل على 33 مقعدا. وتبقي القائمة المشتركة المؤلفة من 4 أحزاب عربية على حظوظها كاملة لجهة الحصول على 13 مقعدا، فيما حزب “إسرائيل بيتنا” الذي يقوده وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان سيحافظ على النتيجة التي حققها في الاستحقاق السابق أي 9 مقاعد. ومعلوم أن “إسرائيل بيتنا” يلقب منذ الانتخابات الأولى التي جرت في أبريل الماضي بصانع الملوك لجهة أن كلا من معسكر اليمين واليسار ليسا بمقدورهما منفردين تشكيل حكومة دون هذا الحزب. وهناك تخوف حقيقي في إسرائيل من أن تقود الانتخابات المقبلة وهي الثالثة التي تجرى في أقل من عام إلى انتخابات جديدة وبالتالي الاستمرار في الدوران بحلقة مفرغة. وسبق وأن صرح ليبرمان الذي يرفض الدخول في أي تحالفات انتخابية أنه لن يقف في الاستحقاق المقبل على الحياد وسيكون منحازا لأحد المعسكرين للإفلات من انتخابات جديدة.

مشاركة :