حتماً نواجه تحديات كبيرة في تفعيل الإستراتيجيات الوطنية لمكافحة الإرهاب، وتحديداً ماله علاقة بدور مؤسسات المجتمع في التكامل مع المنظومة الأمنية التي تحملت عبء المواجهة لوحدها في مواقف كثيرة. الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام أكثر من غيرها مطالبة بدور مسؤول مع رجال الأمن لمواجهة خطر الإرهاب فكراً وسلوكاً، من خلال برامج نوعية، وتوعوية تستجيب ومتغيرات الجيل الصاعد، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي التي تشكّل اليوم أحد أهم مصادر تغذية الرأي العام في المجتمع. وعلى الرغم من تسلسل أدوار تلك المؤسسات، إلاّ أن الأسرة تتحمل العبء الأكبر في التعرف على سلوك أبنائها، والتبليغ عنهم، وعدم تركهم أمام اتجاهات فكرية متضاربة، وجماعات إرهابية تجندهم لمصالح دول واستخبارات دولية. وزارة الداخلية وهي تواجه الإرهاب ميدانياً وأيضاً فكرياً بحاجة إلى وقفة صادقة من مؤسسات المجتمع لإعادة دورها، خاصة في تعزيز مظاهر اللحمة الوطنية، ونبذ الطائفية، وخطاب الكراهية، واحتواء الشباب بخطاب معاصر يحافظ على الثوابت، وينفتح على الآخر وعياً، ويعبّر عن الرأي بلا انفلات.
مشاركة :