رياضة الجري تغزو شوارع فرنسا

  • 5/27/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد فرنسا في السنوات الأخيرة انتشاراً واسعاً لرياضة الجري بعدما كانت فترة طويلة بعيدة عنها. والأمر واضح خصوصاً في باريس حيث ترافق حلول الربيع مع انتشار جحافل من المهرولين في المتنزهات والشوارع نفسها التي كان يشار فيها الى كل من يمارس رياضة الجري على انه سائح اميركي. فحتى الممثلة الفرنسية الشهيرة كاترين دونوف قالت يوماً عندما سئلت هل تمارس الرياضة: «انا لست اميركية». ويقول المسؤول في شركة «ادايداس» في فرنسا توماس غودار: «صحيح ان الفرنسيين متخلفون بعض الشيء عن دول ناطقة بالإنكليزية في احساسهم بضرورة ان يتمتعوا بلياقة بدنــية»، الا ان هذه الشركة لاحظت «وجود ارتفاع صاروخي للجري في فرنسا» حيث يشكل هذا النشاط الجسدي المجال الذي يشهد اسرع نمو في السوق الرياضية بنسبة تفوق 10 في المئة. وبيّنت دراسة أجريت بطلب من الاتحاد الفرنسي لألعاب القوى ان 9.5 مليون مواطن، اي حوالى واحد من كل خمسة بالغين، «يمارس رياضة الجري بانتظام نسبياً»، كما يوضح رئيس الاتحاد برنار امسالم. ويقول نيكولا رولان (34 سنة) بعدما مارس هذه الرياضة في متنزه بوا دو فانسين في شرق باريس حيث يزيد عدد المهرولين عن عدد المتنزهين، انه لاحظ ارتفاعاً مفاجئاً في عدد الأشخاص الذين يمارسون هذه الرياضة حتى بين اصدقائه. وهو بدأ يمارس هذه الرياضة في ايلول (سبتمبر) الماضي ويقول إن ازدياد عدد سباقات خمسة وعشرة كيلومترات فضلاً عن استحداث سباقات ترفيهية، جعلا هذه الرياضة «في متناول عدد اكبر من الناس». فهناك سباق «كولور ران» حين يرمى مسحوق ملون على المشاركين، وآخر حول قصر فرساي مع مشاركين يرتدون ملابس أميرات وأمراء. وفي مؤشر إلى تحول باريس الى مركز لهذه الرياضة، اختارتها شركة «اديداس» لإطلاق مفهوم جديد للتواصل الاجتماعي يعرف بـ «بوست باتل ران». فقد شكل 11 حياً باريسياً فرَقاً تملك شعارات خاصة بها، وهي تتنافس ليس فقط ضمن سباقات بل عبر الإنترنت ايضاً. وفي غضون سنة تسجل 13 ألف شخص. ويقول امسالم ان تسعة آلاف سباق تنظم سنوياً في فرنسا الآن، الا انه يقر بأن ممارسة الرياضة لأسباب شخصية مثل اللياقة والوزن والرفاه، ليست عادة فرنسية. ويؤكد ان «الدول الناطقة بالإنكليزية لديها ثقافة رياضية لأن النظام المدرسي يحيط بالرياضة في شكل ممتاز. لكن في فرنسا ليس لدينا الثقافة نفسها الا اننا نشهد تحولاً الآن. اننا نشهد ظاهرة اجتماعية فعلية».

مشاركة :