الملتقى القطري للمؤلفين يناقش صور ذوي الإعاقة في الرواية العربية

  • 1/15/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة – قنا:  نظم الملتقى القطري للمؤلفين ندوة بعنوان "صور الأشخاص ذوي الإعاقة في الرواية العربية"، وذلك ضمن فعالياته المتواصلة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، في دورته الثلاثين والتي تستمر حتى 18 يناير الجاري في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات. وتحدثت خلال الندوة الدكتورة هلا السعيد كاتبة واستشارية في مرض التوحد.. منوهة بأن الروايات التي تناولت قضايا ذوي الإعاقة ضئيلة مقارنة بالكم الهائل والموضوعات التي تطرح بالأدب أو بالسينما للأشخاص العاديين، ما يدل على تهميش قضايا ذوي الاعاقة، وان شملتها في موضوعاتها فيلاحظ القصور الواضح مع الأخطاء في طريقة عرضها، مع وجود العديد من الفجوات في الأعمال الأدبية التي تطرح قضايا ذوي الإعاقة بسبب عدم تخصص الكتاب في الموضوع، وجهلهم بالمصطلحات الطبية العلمية للمرض وبعدهم عن المشاغل الحقيقة لذوي الإعاقة.. منوهة بأهمية الاقتراب من قضايا ذوي الإعاقة ومحيطهم وعائلاتهم للتعرف على المشاكل الحقيقية وانعكاس إعاقتهم على حياتهم وعلى عائلاتهم. ودعت إلى ضرورة اهتمام الأدب بمشاكل الأشخاص ذوي الإعاقة لاسيما أنهم يمثلون جزءا كبيرا من المجتمع، وبما أن الرواية العربية هي انعكاس وصدى المجتمع بمشاكله وهمومه فلا بد أن تطرح الرواية العربية قضايا ذوي الإعاقة بشكل إبداعي وتحاول إيجاد حلول لمشاكلهم وإلهامهم ليكونوا أشخاصا فاعلين في المجتمع، مشيرة إلى أن معظم الأعمال الأدبية أو التلفزيونية تكرس الصور النمطية لذوي الإعاقة وتحصرهم في صورة الشخصية العاجزة والضعيفة، فنجد أنها تقدم ذوي الاعاقة على أنهم فقراء عاجزون، أو في ادوار ثانوية لإظهار عطف أحد الابطال عليه كشخص من ذوي الاعاقة مسكين ضعيف مسلوب الإرادة، وأحيانا ربط الاعاقة بالسخرية أو الغباء والاجرام أو غير ذلك، في حين أنه يوجد في المجتمع العديد من الناجحين والمتميزين والمبدعين الذين لديهم إعاقة لكنهم نجحوا في تحديها. في حين نجد أعمالا تحاول أن تظهرهم في صورة الأشخاص الخارقين وهو بعيد كل البعد عن الواقع. لذلك تحتاج الأعمال الأدبية المهتمة بهذا الموضوع إلى الواقعية والتوازن في الطرح. وفي سياق متصل نظم الملتقى محاضرة ثانية بعنوان "حوارية الفنون في الرواية" قدمها الدكتور عبدالحق بلعابد أستاذ الأدب ومناهج الدراسات النقدية المقارنة بجامعة قطر، أكد فيها الدكتور أن النص الأدبي لا بد أن ينخرط في حوارية الفنون المختلفة لكتابة عمل أدبي متميز وثري وعميق، وأنه لا بد من توظيف المرجعية الفنية والبصرية للمؤلف في عمله باعتبار أن الرواية تستوعب ما لا تستوعبه القصة أو الشعر، حيث يمكنها استحضار أماكن وأزمنة وفنون مختلفة باعتبارها جنسا هجينا يتفاعل بإيجابية مع بقية الأجناس، واستشهد بلعابد ببعض الروايات العربية التي استضافت فنونا أخرى في مسار أحداثها على غرار رواية "لعبة النسيان" للكاتب محمد برادة و"أفراح القبة" للكاتب نجيب محفوظ ، فنجحت مثل هذه الأعمال بفضل تداخل عدة فنون داخل النص الأدبي بطريقة إبداعية، وهو ما يكشف قدرة الكاتب على استحضار الفنون في خدمة أحداث الرواية دون إسقاطها إسقاطا غير موظف بل يجب أن تمتزج وتتجانس مع النسيج القصصي.

مشاركة :