لا أحد يجوع في شوارع التجمع الخامس: التوزيع يبدأ مع غروب الشمس

  • 1/15/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«كيسين عدس وطماطم وجزر وبطاطس، بجانب بصل وكرفس وفص ثوم، مع ملح وفلفل ومرقة دجاج»، هى مكونات بسيطة حولتها السيدة نهال قصى، إلى مصدر خير على العاملين فى شوارع التجمع الخامس، بغية تخفيف حدة البرودة عليهم وابتغاء الثواب، بصرف النظر عن الحالة المادية والظروف المحيطة، حسب قولها. قبل الشروع فى هذا النشاط فضلت «نهال» العودة بحديثها إلى إبريل الماضى، راويةً لـ«المصرى لايت» أنها خضعت لتدخل جراحى فى المرىء خلال هذه الفترة، وعقب الانتهاء منه اطلعت على الأحاديث النبوية والآيات القرآنية عن الإطعام وفضله حتى سعت إليه، لتختمر الفكرة فى ذهنها. بدأت «نهال» مشوار الإطعام بما سمته «رغيف الفتة»، معدَّة وجبات تتضمن قطع دجاج وأرزا وخبزا، ووزعتها أمام المستشفيات الحكومية، وهو ما لقى ردود أفعال «خطيرة» حسب تعبيرها، مردفة: «ناس كتير عملت نفس الفكرة بطرق تانية، كنت كتبت طريقة التحضير ونشرت الصور على الفيس بوك». ومع حلول فصل الشتاء وبرودة الجو، استمرت «نهال» فى تنفيذ فكرتها لكن بتغيير الوجبة لتصبح شربة عدس، من واقع حبها لها ورغبتها فى تقديم شىء تفضل أكله، ومن ثم جمعت البرطمانات المتواجدة معها ومن جيرانها لتعبئتها، بجانب تحميص الخبز ووضع ربع ليمونة وملعقة. بهذه المكونات عبّأت «نهال» 40 كيسًا من المكونات سابقة الذكر، لتتأهب لتوزيعها فى الشارع، بالتحديد أمام العقارات تحت الإنشاء بغرض تدفئة العاملين فيها مع حلول المغرب: «بقدم حاجة كإنى باكلها فى أحسن مطعم». ترى «نهال» أن من يريد فعل الخير سيقدم عليه، فمن لا يمتلك القدرة على شراء العلب يجمع البرطمانات، حسب رأيها، وبإمكان الشخص فعل الأكثر حسب الإمكانيات، لكن دون الادعاء بقلة الموارد: «كلنا على باب الله، المسألة مش متعلقة بفرد غنى أو بيتمتع برفاهية كبيرة». توسع «نهال» دائرة المستحقين للوجبة حسب قولها: «هى لأى حد واقف فى البرد ممكن نديله، طفل صغير أو عامل أو شخص واقف فى محطة الأتوبيس، إحنا فى برد، ممكن شوية الشربة دى يدفوا»، مؤكدة توزيع الكمية بنفسها، ولو يرغب أى شخص فى مساعدتها لا تمانع، لأن الموضوع فى النهاية هو مجرد «شعور بالآخر وتقدير بحب». تزين «نهال» وجهها بابتسامة عريضة تتلوها كلمة طيبة تُشعر مستحق الوجبة بسعادة بالغة، ودعاء لها عما أقدمت عليه، إلا أن قلة رفضت الاستلام، واتهمها أحدهم بـ«المنظرة»، لتكتفى بالرد عليه قائلة: «ربنا يهون عليك»، فهى ترى أن الفكرة لا تتعلق بالحصول على أجر أو شكر فى نهاية المطاف. اعتادت «نهال» فعل الخير فى السراء والضراء، وهو ما تعلمته فى السابق من أجدادها، معتبرة أنه يجب على الأولاد أن يروا هذه الأنشطة، خاصةً أنها غير مكلفة: «كيس العدس بـ٩ جنيه، وشوية خضار بـ20 جنيه، وكيسين عيش شامى بـ10 جنيه، ومع احتساب التوابل والليمون تصبح التكلفة النهائية 50 أو 60 جنيه». فوجئت «نهال» من تطبيق البعض فكرتها، وهو ما اكتشفته عن طريق رسائل تتضمن صورا لأنشطة مشابهة، فيما تخطط لإكمال مسيرة الإطعام دون توقف، ناويةً توزيع فاكهة وماء بارد خلال الشهور المقبلة مع ارتفاع درجة الحرارة: «أنا مستمرة عليه بالدوام بإذن الله».

مشاركة :