الدمام ناصر أنعام على الرغم من الوداع المهيب الذي ودعت به الجماهير الكتالونية لاعب وسط وقائد فريقها تشافي هرنانديز، الذي انتقل إلى صفوف فريق السد القطري، إلا أن ذلك الوداع المر كشف الاختلاف الكبير الذي يحيط باللاعب، وكان ضمنها اتهامه بـ «الغرور» الذي قاده مع قرب انتهاء توقفه عن ركل كرة القدم داخل المستطيل الأخضر، وذلك بعد أن أعلن شد حقائبه إلى الخليج العربي للانضمام إلى صفوف نادي السد القطري ابتداء من الموسم المقبل. في الوقت الذي يتذكر فيه العالم والخليج على وجه الخصوص انتقاده للمنتخب السعودي صاحب المشاركات الأربع في نهائيات كأس العالم 1994، 1998، 2002 و2006، التي تعد الأكثر على مستوى دول الخليج وصاحب الألقاب الثلاثة لبطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم؛ حيث نجح في الوصول إلى المباراة الختامية من خلالها ست مرات في رقم غير مسبوق. التي قال من خلالها تشافي أواخر عام 2012 لصحيفة (الباييس) الإسبانية: إن الفرق بين كأس العالم والبطولة الأوروبية يكمن في اختلاف نوعية المنافسين؛ حيث يشارك في كأس العالم 32 منتخبًا بعضها دون المستوى المطلوب، بينما في (اليورو) يلعب 16 منتخبًا، كل منها بإمكانه إسقاط الآخر. واستدل تشافي بالمنتخب السعودي ليعزز وجهة نظره، معبرًا عن احترامه الكامل له، لكنه عاد وأكد أنه لا وجود لمنتخبات بمستويات (الأخضر) الفنية في الكأس الأوروبية، وهو ما يعطي دلالة على أنها الأقوى من كأس العالم، مشيرا إلى أن هذا الأمر يجعل المنافسة على أمم أوروبا أصعب بكثير من المنافسة للظفر بكأس العالم، موضحاً أن من السهل تجاوز المنتخبات المتواضعة مثل السعودية وهندوراس، والانتقال للأدوار التالية من المونديال. وفي الوقت الذي دمعت فيه عينا تشافي وهو يودع أنصار ناديه، هناك عدة أسئلة كان يجب عليه أن يكشفها، وفي مقدمتها: هل لغة المال هي الرقم الأول وفوق كل شيء؟! وهل التناقضات في الآراء قد تحمي التاريخ الكبير الذي صنعه مع فريقه؟! وهل وجوده في الخليج العربي سيغير وجهة نظره حول مستوى فرق ومنتخبات المنطقة؟! وفي كل الأحوال يعتبر هذا التصريح اعترافاً ضمنياً من تشافي بضعف المستويات وانهيار كرة القدم من وجهة نظره في دول الخليج العربي. ومن جهة أخرى يتنافى مع تصريحه في مؤتمر الوداع حين قال: «المشروع في قطر رائع.. ستتاح لي فرصة تحضير نفسي لأصبح مدربًا أو مديرًا رياضيًا!! إذًا السبب الرئيس في تعاقده مع نادي السد؟! بالتأكيد «المال»؛ لذا كان من الأفضل للاعب أسطوري كـ تشافي: «إما أن يعترف أن السبب الرئيس في الانتقال لنادي السد هو المال وليس من أجل إعجابه بالمشروع القطري وأن الخليج المكان المناسب لتأهيله ليكون مدربًا أو مديرًا رياضيًا في المستقبل، أو يقدم اعتذارًا رسميًا للكرة الخليجية والسعودية على وجه الخصوص عن تصريحه السابق». على الرغم من أنه قال: «اتخذت قراري، سألعب لموسمين وربما ثلاثة مواسم في صفوف نادي السد، وستتاح لي فرصة تحضير نفسي لأصبح مدربًا أو مديرًا رياضيًا». معلنًا من خلالها نهاية المغامرة مع الفريق الكتالوني التي امتدت لـ 17 عاما، في فترة هي الأعظم بلا شك في تاريخ البارسا. تشافي هو من إنتاج مدرسة نادي برشلونة «لا ماسيا» انضم إلى صفوف برشلونة منذ أن كان في 11 من عمره، والتحق بالفريق الأول في عام 1998. رؤيته جعلت منه أحد أهم لاعبي خط الوسط على مر التاريخ في فريقه.. في برشلونة تغيرت الأجيال وتغير المدربون وبقي «الرقم 6». في عام 2008 كان تشافي قريبًا من الرحيل عن برشلونة إلا أن جوارديولا عقب توليه المسؤولية الفنية للفريق خلافًا للبرازيلي ريكاردو، أقنعه بالبقاء لتبدأ حقبة الـ «تيكي تاكا»! بالتأكيد هي الحقبة الأعظم في تاريخ برشلونة وإسبانيا، لما حققه برشلونة والمنتخب الإسباني من ألقاب خلال هذه الفترة. الـ «تيكي تاكا»: «فلسفة اعتمدت علي الاستحواذ كان لها أبطالها، بالتأكيد كان المايسترو تشافي في المقدمة بجانب رفيق الدرب «إنييستا» والأرجنتيني ليونيل ميسي». تشافي خلال هذه الحقبة كان المحرك الأساسي للفريق بشهادة مدربه آنذاك جوارديولا، الذي وصفه بالأفضل في تاريخ إسبانيا، وربما لا نشاهد مثله مرة أخرى في عالم كرة القدم. وإن كانت فترة تولي جوارديولا الإشراف الفني على كتيبة البلوجرانا «هي الأفضل في تاريخ تشافي». وعقب كارثة مونديال 2014 اضطر تشافي إلى إعلان اعتزال اللعب دولياً. تشافي رحل عن برشلونة ولكنه ترك إرثًا كوَّنه خلال 17 عاما؛ حيث إن تشافي أكثر لاعب في تاريخ برشلونة تحقيقًا للألقاب «23» حتى الآن، والأكثر مشاركة مع الفريق بواقع 765 مباراة رسمية، بالإضافة إلى تحقيق أمم أوروبا مرتين «2008 2012»، ولقب كأس العالم في عام 2010 مع إسبانيا.
مشاركة :