العاهل الأردني يحذر من «حرب شاملة» في الشرق الأوسط

  • 1/16/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في كلمة أمام البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية أمس الأربعاء، من «حرب شاملة» و«فوضى لا توصف» في منطقة الشرق الأوسط في حال حصول مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران.وقال الملك عبدالله «الآن، دعونا ننتقل إلى ما يحدث اليوم، وإلى المواجهة الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران، ماذا لو، في المرة القادمة، لم يبتعد أي من الجانبين عن حافة الهاوية، متسببا بانزلاقنا جميعا نحو فوضى لا توصف، نحو حرب شاملة تهدد استقرار المنطقة بأسرها، وتهدد بإحداث اضطرابات هائلة في الاقتصاد العالمي بأكمله، بما في ذلك الأسواق، وتهدد بعودة الإرهاب إلى الظهور في جميع أنحاء العالم؟».ومنذ مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، في ضربة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي في 3 يناير، تعيش المنطقة والعالم خوفًا من اندلاع حرب.وأطلقت إيران الأسبوع الماضي 22 صاروخًا على قاعدتي عين الأسد في غرب العراق، وأربيل في الشمال ردًّا على مقتل واشنطن للجنرال الإيراني. وقال الملك عبدالله «دعوني أسألكم سؤالاً افتراضيًا آخر: ماذا لو فشل العراق في تحقيق تطلعات شعبه والاستثمار في إمكانياته، وانزلق مرة أخرى إلى حلقة مفرغة من سبعة عشر عاما من الانتعاش ثم الانتكاس، أو إلى ما هو أسوأ من ذلك، إلى حالة الصراع؟».وأضاف «في العراق 12 بالمئة من احتياطي النفط العالمي. ولكن، والأهم من ذلك، العراق هو موطن لأكثر من 40 مليون شخص، عانوا من أربعة عقود من الحرب والعقوبات والاحتلال والصراع الطائفي وإرهاب داعش. اليوم، مستقبلهم يرتكز على سلام هش».وتابع الملك عبد الله «وماذا لو بقيت سوريا رهينة للصراعات بين القوى العالمية وانزلقت مرة أخرى إلى الصراع الأهلي؟ ماذا لو شهدنا عودة لداعش، وأصبحت سوريا نقطة انطلاق لهجمات ضد بقية العالم؟».وأضاف «قد تكون سوريا خارج التغطية الإعلامية، ومعاناتها بعيدة عن البال، لكن الأزمة لم تنته بعد، خلال الأشهر التسعة الماضية، نزح أكثر من نصف مليون شخص، والعديد منهم بالأصل لاجئون».وتساءل الملك: «هل يريد أي منا، في هذه القاعة، أن يشهد أزمة لجوء سورية جديدة، بكل ما فيها من رعب ومآس؟ أو رؤية طفل بريء آخر يقذفه البحر على شواطئكم؟».وتشهد سوريا نزاعًا داميًا تسبّب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وألحق دمارًا هائلاً بالبنى التحتية، وتسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.وتابع العاهل الأردني «واسمحوا لي أن أسألكم: ماذا لو انهارت ليبيا باتجاه حرب شاملة، لتصبح في النهاية دولة فاشلة؟ ماذا لو أصبحت ليبيا سوريا جديدة، ولكنها هذه المرة أقرب إلى قارتكم؟».

مشاركة :