اتفق نقاد عرب على أن رواية «ممرات الريح» للكاتبة نبيلة محجوب تعد تشريحا سوسيولجيا حياديا في مناطق ملغومة للمجتمع السعودي خاصة والعربي بشكل عام، واتفقوا على أن الكاتبة تحمل هما عربيا بامتياز وسقفا عاليا من الجسارة في الطرح قد يثير إشكاليات بالنسبة لها على مستويات مختلفة. جاء ذلك في أمسية نظمها ملتقى السرد العربي بالتعاون مع صالون غادة صلاح الدين الثقافي بفندق سيمراميس بالقاهرة أمس الأول بحضور نخبة من المثقفين العرب وسفير خادم الحرمين بالقاهرة أسامة نقلي.
قال الناقد عزوز إسماعيل إن رواية ممرات الريح للكاتبة نبيلة محجوب ناقشت الهموم الاجتماعية والثقافية بالمملكة والوطن العربي من خلال قصة بدرية التي تواجه تحديات ومتغيرات في حياتها ومجتمعها بموت والدها، وعندما تعتقد أنها اقتربت من المفاجأة السعيدة مع الشخص الذي يحبها، يهرب منها، مشيرا إلى أن المؤلفة تناولت فكرة العيش حول الحرم المكي والمتغيرات التى سادت المجتمع وتنقلها بين الرياض والقاهرة، وعرجت في سبيل ذلك على قضايا المرأة والميراث والتضحية والفساد وغيرها، واصفا الكاتبة بانها ايقونة سردية لما تتمتع به من لغة وأسلوب مراوغ. ولفت إلى أنها عزفت على سقف الحرية الذي ارتفع كثيرا في السعودية وربطت بين الأصالة والمعاصرة، كما قدمت المرأة الباحثة عن الحرية التى لا تتعارض مع الدين. ووصف الرواية بأنها تصح لأن تكون مسرحا يعيد لنا ذاكرة المسرح المرتبط بالتراث.
من جهته قال الناقد حسام عقل رئيس ملتقى السرد العربي، ان الرواية تحمل سقفا مرتفعا من الجسارة في الطرح، وان المؤلفة تتمتع بقدر كبير من المشاكسة اللغوية، منوها بحجم الانفجار الروائى في السعودية في السنوات الاخيرة. ووصف الهموم الاجتماعية في المملكة والدول العربية بانها مترادفة وتعد انعكاسا للتحول الاجتماعي. ووصف الرواية بانها تشريح سوسيولوجى شامل للمجتمع السعودي بمحطاته وتنقلاته المختلفة،. واشار الى ان الرواية لم تخل من ادانة لبعض التحولات الاجتماعية وابرزها الفساد واصحاب الملايين الفجائية وضعف مواقف المثقفين، وخلص الى ان الرواية كانت بمثابة تشريح سوسيولوجى للمجتمع السعودى باقصى درجات الحيدة والجسارة،
وفيما يلى نستعرض ابرز ما جاء على لسان النقاد
الناقد السوداني عمر فضل الله: الرواية مدهشة ومكتوبة بلغة ساحرة وقلم ماهر يتلاعب بالخيال
الاكاديمى احمد فرحات: اللغة في الرواية كالريشة في ايدى الرسام والسلاح في ايدى الجندى، والرواية تتمتع بتكثيف شعرى شديد.
الناقدة هبة ال سهيت: الكاتبة « وصافة، ترسم السينما وادبها يتمتع بالرقى والنسق المتميز.
نبيلة: الرواية خرجت للنور خلال 6 سنوات
اعربت المؤلفة نبيلة محجوب عن سعادتها وشكرها لكل الآراء التي طرحت في الأمسية عن الرواية التي استغرقت في كتابتها 6 سنوات حتى تخرج إلى النور، وأشارت إلى أنها كانت تحمل كل هذه الفترة حملا ثقافيا يتعلق بمصير شخصيات روايتها، وعندما خرجت إلى النور شعرت بالتحرر من هذا العبء الثقيل، لاسيما وأن الشخصيات تمر بأزمات مجتمعية ولابد من مراعاة ذلك في المعالجة، وأعربت الكاتبة عن شكرها لكل الداعمين لها، في البداية شكرت بناتها دينا ورشا وضحى اللآتي دعمنها دائماً ثم توجهت بالشكر لإخوانها كما شكرت شقيقتها سناء وزوج ابنتها محمد السمان.
الطيب: سأطلق السياسة واتجه للأدب
أعرب المستشار محمد سعيد طيب عن سعادته بالطروحات المتنوعة التي قدمها النقاد للرواية، وقال إن النخبة المشاركة أمتعتنا بقراءة وافية للرواية من مختلف الجوانب. وعلق مازحا: «هطلق السياسة وأعود إلى الأدب».
السفير نقلي: لا بديل عن صداقة الكتاب
أشاد السفير أسامة نقلى سفير خادم الحرمين في القاهرة بالحضور المتميز في الأمسية، مؤكدا على أهمية صداقة الكتاب على الرغم من انشغالات الحياة. وأشار إلى أنه يقرأ 4 كتب شهريا كنوع من الراحة النفسية، مشيرا إلى أن مصر بلد لها تاريخ وأنه يكتشف فيها دائما أشياء جديدة يوميا. وأشاد بمشاركة مصر في مختلف الفعاليات بموسم الرياض، واصفا ذلك بالأمر الرائع الذي يعكس التمازج في الدم وقوة العلاقات بين البلدين.