أنقرة - نيودلهي - وكالات: قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لا يريد سلاماً في ليبيا وإنما حلاً عسكرياً. جاء ذلك في كلمة ألقاها أمس، خلال ندوة تحت عنوان «السياسة الخارجية التركية في ضوء الغموض السائد على الصعيد العالمي». وأكّد تشاووش أوغلو أن بلاده ليست متشائمة حيال الملف الليبي، مضيفاً: «الحقيقة هي أن حفتر لا يريد سلاماً ولا عملية سياسية، وإنما حلاً عسكرياً». وقال تشاووش أوغلو إن مغادرة حفتر لمحادثات موسكو دون التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار، كانت مخيبة للآمال. وتابع قائلاً: «مغادرة حفتر لمحادثات موسكو كانت مخيبة لآمال أصدقائنا الروس الذين بذلوا وما زالوا يبذلون قصارى جهدهم، ويتضح من التصريحات الروسية أن حفتر طلب يومين إضافيين، وآمل أن يتم التوقيع على مبادرة وقف إطلاق النار قبل مؤتمر برلين». وأردف قائلاً: «آمل أن نحقق نتيجة إيجابية في مؤتمر برلين، ونجعل وقف إطلاق النار في ليبيا دائماً، لكن هناك حقيقة يجب أن ندركها وهي أن حفتر كالنظام السوري، لا يريد الحل السياسي ويفضل الحل العسكري». وحذر الوزير التركي من عواقب بدء حرب شوارع في العاصمة الليبية طرابلس، مبيناً أن هذه الحرب قد تطول لسنوات عدة ويذهب ضحيتها أعداد كبيرة من المدنيين، وقد تنقسم ليبيا. وحول التطورات في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، شدّد تشاووش أوغلو على أن تركيا ستتخذ الخطوات اللازمة حال تعرض أمنها للخطر. وأشار إلى أن التطورات الحاصلة في إدلب تؤثر على أمن تركيا، مشيراً إلى نزوح نحو 400 ألف شخص من ديارهم بسبب القصف. وشدد على ضرورة تقديم المجتمع الدولي الدعم اللازم لتركيا من أجل حل المشكلة القائمة في إدلب. واستطرد قائلاً: «تركيا ستتخذ الخطوات اللازمة حال تعرض أمنها للخطر، وهذا ليس تهديداً للنظام السوري، فأنقرة دافعت منذ البداية عن وحدة الأراضي السورية». ومن جانبه قال السيد خلوصي أكار وزير الدفاع التركي، أمس، إن جهود بلاده في ليبيا ومحافظة إدلب السورية، تهدف إلى إحلال السلام والاستقرار، ووقف إراقة الدماء عبر حل سياسي. وأضاف، في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام التركية بالعاصمة أنقرة: «مساعينا مستمرة لوقف إطلاق النار في ليبيا، ولا يمكننا أن نقول إن الأمل مفقود تماماً».. مؤكداً أن ادعاءات انتهاء وقف إطلاق النار في ليبيا، لا تعكس الوقائع الميدانية. وأضاف أكار في هذا السياق: «مساعينا مستمرة لوقف إطلاق النار في ليبيا، ولا يمكننا أن نقول بأن الأمل مفقود تماماً». وأكّد أن ادعاءات انتهاء وقف إطلاق النار في ليبيا، لا تعكس الوقائع الميدانية. وأشار الوزير التركي إلى إمكانية أن يتمخض مؤتمر برلين حول ليبيا عن نتيجة. كما لفت أكار إلى وجود عسكريين أتراك في ليبيا بموجب مذكرة التعاون الأمني والعسكري المبرمة بين البلدين. وأكّد أن هؤلاء العسكريين يقدمون التعليم والتدريب والاستشارات للجانب الليبي. وأوضح أن عدد العسكريين يتغير من وقت لآخر، وأن تركيا لديها اتفاقيات ومذكرات تفاهم مماثلة مع 77 دول أخرى. وبيّن أن المذكرة تنص على تأسيس مكتب للتعاون الأمني والدفاعي مع الطرف الليبي، من أجل تلبية الاحتياجات المتعلقة بالقضايا العسكرية. وفيما يتعلق بمحادثات موسكو التي جرت الاثنين، قال أكار إنّ رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً فائز السراج، وقع على وثيقة وقف إطلاق النار. وأشار إلى حدوث انقطاع عقب تسريب المهلة التي طلبها خليفة حفتر، بطريقة ما، إلى الوسائل الإعلامية. وشدّد على أن تركيا تواصل موقفها المبدئي، وتنتظر انتهاء إجراءات الجانب الروسي لأنه الجهة التي تخاطبها تركيا في هذا الملف. وفي سياق متصل، قال السيد أمر الله إيشلر المبعوث التركي إلى ليبيا، إن تركيا أثبتت مع حليفتها حكومة الوفاق الوطني (المعترف بها دولياً) خلال مباحثات موسكو أنهما مع الحوار والحل السياسي والاستقرار. أكد إيشلر في تغريدات عبر تويتر أنه «لا يمكن لتركيا أن تترك الشعب الليبي وحيداً».. مضيفاً أن «تركيا قد مررت المذكرة من مجلس الأمة الكبير التي تتيح لها القيام بما يلزم لتهيئة الميدان لجعل الحل السياسي ممكناً»، في إشارة إلى مذكرة التفويض الرئاسية لإرسال قوات إلى ليبيا. وفي السياق، عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أسفه لعدم توقيع جميع أطراف الأزمة الليبية على اتفاق وقف إطلاق النار. وقال في تصريحات خلال مؤتمر للأمن في العاصمة الهندية نيودلهي إن حفتر ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح طلبا مزيداً من الوقت للتشاور مع البرلمان بشأن الاتفاق.
مشاركة :