مع ارتفاع مؤشرات أعداد الرحلات السياحية إلى بحيرة الأصفر «شرق الأحساء» خلال فترات الشتاء، وحين هطول الأمطار، أكد العديد من الدراسات البحثية مناسبة البحيرة بأن تكون وجهة للسياحة البيئية؛ نظير ما تحويه من مقومات ذات أبعاد إستراتيجية، والتي ظلت عبر أحواضها المائية لعقود من الزمن دون تغيرات جغرافية مما يعطيها قوة النجاح.في الوقت نفسه، أكدت دراسة بحثية حديثة أن بحيرة الأصفر استطاعت أن تقف عائقا أمام حركة الكثبان الرملية، والتي تظهر في السواحل الشمالية من أحواض البحيرة التي تتسارع فيها الكثبان لردم سواحلها، في حين تقاومها البحيرة بنحت تلك الكثبان وخصوصا في الحوض الغربي الذي حققت فيه نجاحا كبيرا.وأرجعت الدراسة نفسها -التي قدمها أستاذ قسم الدراسات الاجتماعية في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل د.محمد عبدالحليم- ذلك إلى تدفق مياه الصرف الزراعي في البحيرة، مما يغذي الجسم المائي بمقننات مائية جعلتها تقاوم تلك الحركة وتنحت تلك الكثبان وكونت شواطئ رملية، وهي من السمات الرئيسة في شواطئ البحيرة الشمالية.وأبانت الدراسة، أن الحوضين الشرقي والأوسط من بحيرة الأصفر، نجحت فيهما الكثبان باكتساح الجسم المائي للبحيرة بمعدلات حركة أقل من المعتادة؛ وذلك لكونها أراض رطبة مما أعاق حركتها، وهي إحدى مقومات السياحة البيئية من نمط رحلات الاستكشاف والسفاري.وأثبتت الدراسة انتماء شواطئ بحيرة الأصفر إلى الشواطئ الرملية التي نتجت عن الكثبان الرملية المحيطة بها، والتي يبلغ معدل انحدار شواطئها الرملية 2:35 ْ، فتسود الشواطئ الرملية هينة الانحدار في الناحية الجنوبية لأحواض البحيرة وهي تعد من مقومات السياحة البيئية من نمط إقامة المعسكرات والرياضة الشاطئية.أما الانحدارات الكبيرة فتسود في الشواطئ الشمالية للبحيرة، والتي تتاخم الكثبان الرملية والذي يوضح أنماط الشواطئ الرملية في الجزء الشمالي للبحيرة، وتظهر درجة انحدار شديدة؛ بسبب نحت مياه البحيرة لها، وتكوّن شواطئ نشطة ديناميكيا؛ بسبب عمليات التعرية المائية والهوائية، وهي تعد من المقومات السياحية البيئية من نمط التحرك على الرمال والمنظر الخلاب لتداخلها مع مياه البحيرة.
مشاركة :