الخيانة درجات، والخيانة العظمى هي خيانة الوطن والأمة، هذا هو تفسير معجم المعاني لدرجات الخيانة.من يُقدّم مصلحة دولة ما على مصلحة وطنه وأمته فهو خائن لهما، لا توجد تبريرات لخيانة الوطن، قد يختلف أبناء الأمة ويتصارعون ولكنهم جميعاً صف واحد ضد من يحاول أن يضر بلدهم أو ينوي بها سوءاً. يملؤني الغضب حين أرى شخصاً في موقع المسؤولية، في وطني، أراه لا يفهم معنى خيانة الوطن، يملؤني الغضب حين أسمع مواطنين وهم يُعبّرون عن طاعتهم المطلقة لأشخاص ليسوا من أبناء بلدهم وهم لديهم استعداد ليتبعوا أوامرهم ضد مصالح بلدهم، خيانة عظمى يمارسها من غيّب الجهل أدمغتهم وقتلت الطائفية أو التعصب مشاعر الوفاء عندهم.هل تصدقون أن هناك من خزّن الأسلحة التي يُجَرِّمها القانون الكويتي، خزنوها بأوامر من قادة لهم في الخارج، لا شك أنهم يعلمون أن هذه الأسلحة ستُستخدم يوماً ما في فتنةٍ داخل بلدهم وضد مصلحة الوطن، يملؤني الغضب حين أرى عناصر من أبناء الوطن تقتل أبرياءً من وطني في مواقع العبادة لأنها باعت أنفسها لقادةٍ باسم الدين.هل تُصدقون أن هناك في وطننا من يُدافع عن أمثال هؤلاء، ويطلب أن يشملهم العفو الذي يشمل المعارضين السياسيين، لو أن المدافعين عنهم صدعوا بالحق واعترفوا معهم بالخيانة وطلبوا السماح من الأمة والوطن لكان ذلك أجدى بهم ليعودوا إلى حضن الوطن الذي يرحم أبناءه.تعجبني تلك الدولة التي يتناقش أبناؤها ويتصارعون من أجل مصلحتها، وحين تقوم الحرب أو تُهَدَد دولهم يقفون صفاً واحداً ويرمون كل خلافاتهم وراء ظهورهم.اليوم، نحن نرى من يقف مع المتمردين في اليمن وبعضهم يُجاهر بذلك، ألا يعلمون أن الكويت الوطن مشارك في تلك الحرب ضد أولئك المتمردين الطائفيين الذين اغتالوا بلدهم لحساب بلد آخر، متمردون يقتلون بلدهم بأوامر خارجية يُعلنون عنها دون حياء وهم يُهدّدون دول الخليج العربي والكويت جزء منها.بعض من أبناء بلدي يعلم للأسف ولديه ألف حجة وألف لسان ليبرر خيانته، ومهما قالوا فهم في موقف الخيانة ضد الوطن وأرواح أبنائه، أجندات خارجية يتغذى عليها البعض ويُغسل بها دماغه، وهو اليوم لديه الاستعداد ليكون في صف الأعداء حتى في الحرب على بلده.الخيانة لا تتجزأ، عنصر واحد وروح واحدة يملؤها الجهل والكراهية والتعصب. kalsalehdr@hotmail.com