قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس، إن ليبيا «جارتنا من البحر، وليس من الوارد أن نظل غير مبالين بما يحدث بها، بينما دول أخرى غير جارة لها... توجد بها»، مشدداً على أن «السؤال حول سبب وجودنا هناك لا معنى له».وبخصوص التطورات الأخيرة بعد رفض المشير خليفة حفتر التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا، تمت صياغته خلال الاجتماع الأخير الذي احتضنته موسكو، قال أكار: «لا أعتقد أن قوى أخرى تريد مواجهة القوات التركية على الأرض في ليبيا». مؤكداً أن بلاده تسعى جاهدة لإنهاء العنف في ليبيا، وأنه من السابق لأوانه القول إن وقف إطلاق النار في ليبيا انهار بعدما رفض حفتر توقيع اتفاق هدنة ملزم خلال محادثات موسكو. كما أوضح أكار أن تركيا، التي تدعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، «أرسلت فريقاً للتدريب والتعاون يعمل الآن في ليبيا».في السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إن حفتر «لا يريد سلاماً في ليبيا، بل حلاً عسكرياً». موضحاً أن مغادرة حفتر محادثات موسكو، دون التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار، «كان مخيباً للآمال... ومخيباً لآمال أصدقائنا الروس الذين بذلوا وما زالوا يبذلون قصارى جهدهم، ويتضح من التصريحات الروسية أن حفتر طلب يومين إضافيين، وآمل أن يتم التوقيع على مبادرة وقف إطلاق النار قبل مؤتمر برلين (الأحد المقبل)».وأضاف وزير الخارجية التركي: «آمل أن نحقق نتيجة إيجابية في مؤتمر برلين، ونجعل وقف إطلاق النار في ليبيا دائماً». محذراً في المقابل من عواقب بدء حرب شوارع في العاصمة الليبية طرابلس، على اعتبار أن هذه الحرب «قد تنقسم ليبيا».من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، إن «آمال وقف إطلاق النار في ليبيا انتعشت فقط بفضل جهود الرئيس رجب طيب إردوغان».وتطرق كالين، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الدولية مساء أمس، إلى مسار التطورات في ليبيا ومساعي تحقيق وقف إطلاق نار دائم فيها، لافتاً إلى أن الجهود الدبلوماسية لتركيا، ودعمها لحكومة الوفاق الوطني خلقت «توازناً» في الحرب، وتكللت بهدنة، ولا يزال العمل جارياً على ترسيخها.كما أشار كالين إلى أن ليبيا «لها دور محوري في المنطقة، والتطورات فيها تؤثر على البلدان المجاورة مثل الجزائر وتونس والسودان، وكذلك البحر المتوسط». موضحاً ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على وضع نهاية للعنف في ليبيا، وأن تركيا بذلت جهوداً كبيرة في هذا الصدد.في غضون ذلك، قالت الخبيرة التركية جونول تول، المتخصصة في شؤون الجماعات الإرهابية في أوروبا وتركيا، إن دعم تركيا حكومة السراج يرجع إلى مصالحها التجارية في ليبيا، ورغبة إردوغان في تعزيز شعبيته في أنقرة. لافتة إلى أن وجود تركيا في ليبيا «ليس أمراً جديداً، فالتورط العسكري التركي يعود إلى عام 2014، وهي تدعم حكومة الوفاق بالمعدات العسكرية والطائرات المسيّرة».
مشاركة :