دعا رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح إلى تفعيل دور عربي يضع حدا للتدخلات التركية في الشأن الليبي. وشدد أيضا في كلمة له أمام البرلمان العربي الأربعاء، على ضرورة توحيد الصفوف لإبرام اتفاقية الدفاع العربي المشترك. ووجه صالح انتقادات شديدة إلى مخطط نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يهدف إلى البحث عن موطئ قدم له في ليبيا عن طريق دعم ميليشيات مسلحة خارجة على القانون تربطها علاقات وثيقة بجماعات الإسلام السياسي. ولوّح صالح بأنه قد يضطر إلى دعوة الجيش المصري للتدخل للقضاء على الميليشيات الإرهابية التابعة للوفاق بقيادة حكومة الوفاق والإرهابيين السوريين. وقال مراقبون إن تصريح عقيلة بإمكانية دعوة الجيش المصري إلى التدخل في ليبيا، يضع مخطط أردوغان أمام طريق مسدود ويضعف هامش المناورة لديه. وأضافت المصادر ذاتها أنه آن الأوان إلى تحرك عربي فاعل في مواجهة التمدد التركي في المنطقة وحل الملف الليبي ضمن المحور العربي. وتساءل صالح، منتقدا تصريحات أردوغان الأخيرة بعد رفض القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر توقيع اتفاق الهدنة في روسيا، عن "أي إرث يتحدث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في ليبيا"، متهماً إياه بمحاولة إحياء إرث الظلم العثماني في ليبيا. وشدد صالح على أن الجيش الليبي سيواصل معركة تحرير العاصمة الليبية طرابلس من قبضة الميليشيات الإرهابية، كما اتهم المجلس الرئاسي بقيادة فايز السراج والذي وصفه بالمنتهي الصلاحية، بالارتماء في أيدي الميليشيات. وشدد رئيس البرلمان الليبي على أن حكومة فائز السراج لم تلتزم ببنود الاتفاق السياسي، مضيفاً أنه لا يحق لها إبرام اتفاقات سياسية دولية، وذلك في إشارة إلى الاتفاقية الأمنية والعسكرية التي تم توقيعها بين أردوغان والسراج وأثارت ردود أفعال دولية وإقليمية غاضبة من مخطط التمدد التركي في المنطقة. وتأتي تصريحا عقيلة، فيما فشلت مساعي الإسلاميين في ليبيا، وحليفتهم تركيا، في تحقيق ما عجزوا عن فعله عسكريا في طرابلس عن طريق التسوية السياسية التي تهدف أساسا إلى قطع الطريق على الجيش الليبي للسيطرة على كامل ليبيا التي لم يتبق منها خارج سيطرته سوى بعض الأحياء في طرابلس ومصراتة إضافة إلى بعض المدن في المنطقة الغربية كمدينة زوارة الحدودية مع تونس. وبدأت بالقاهرة الأربعاء أعمال الجلسة الثانية من دور الانعقاد الرابع للبرلمان العربي برئاسة الدكتور مشعل السلمي رئيس البرلمان، وبحضور رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح. ومن المقرر أن يصدر البرلمان العربي قراراً بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا. كما يلقي وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ، كلمة أمام البرلمان العربي، يستعرض فيها مواقف المملكة العربية السعودية ومبادراتها وجهودها لدعم قضايا الأمة العربية والعمل على تعزيز الأمن القومي العربي في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة.
مشاركة :