يقف النظام الإيراني عاجزا أمام تبيعات قضية إسقاط الطائرة الأوكرانية في ظل استمرار الاحتجاجات الغاضبة لليوم الرابع على التوالي، إلى جانب تصاعد الضغوط الدولية المسلطة على طهران. ووجهت دعوات جديدة الأربعاء للنزول إلى الشارع، فقد حثت عدة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانيين على الخروج في مسيرات ووقفات لليوم الخامس احتجاجاً على كارثة الطائرة الأوكرانية وكيفية تصرف السلطات بشأنها. ويتواصل احتقان الشارع الإيراني الذي دعا إلى ضرورة رحيل النظام برمته، رغم مساعي السلطات الإيرانية في تهدئة الشارع. وفي محاولة لاحتواء الشارع المنتفض ضد النظام الإيراني، أعلنت طهران عن حملة اعتقالات واسعة لأطراف على صلة بقضية الطائرة الأوكرانية. وكانت أعلنت السلطة القضائية الإيرانية في مؤتمر صحافي عن اعتقالات جرت في قضية الطائرة من دون تحديد عددها. وقال الناطق باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي "أجريت تحقيقات واسعة وتمّ اعتقال بعض الأشخاص". وتفجّرت الاحتجاجات التي قادها طلاب السبت الماضي، بعد أن أقر الحرس الثوري الإيراني بمسؤوليته في إسقاط الطائرة الأوكرانية التي كانت تقل 176 راكبا، أغلبهم إيرانيون وكنديون. وفي سياق متصل، أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن لقطات مصورة جديدة سجلتها كاميرا أمنية أظهرت إصابة صاروخين إيرانيين الطائرة التجارية الأوكرانية بفارق 30 ثانية الواحد عن الآخر بعد إقلاعها من طهران. وقال المصدر ذاته إن الصاروخين أطلقا من منشأة عسكرية إيرانية تبعد نحو 12 كيلومترا عن الطائرة، وأضاف أن أيا من الصاروخين لم يسقط الطائرة على الفور، وأن التسجيل المصور أوضح أن الطائرة شبت فيها النار وعادت صوب مطار طهران. وعلى صعيد متصل، وصفت كندا تأكيد طهران على أن عددا قليلا فقط من الكنديين لقوا حتفهم الأسبوع الماضي عندما أسقطت إيران طائرة ركاب، بأنه "هراء" وطالبت بالمحاسبة الكاملة عما وصفته بأنه جريمة مروعة. وجاءت التصريحات على لسان وزير الخارجية فرانسوا-فيليب شامبين وهي من أقسى التعليقات التي تصدر عن مسؤولين كنديين منذ الكارثة التي راح ضحيتها 176 شخصا بينهم 57 كنديا. وذكر مسؤولون في أوتاوا أن إيران، التي لا تعترف بمفهوم الجنسية المزدوجة، قالت الأسبوع الماضي إن عددا قليلا من الكنديين لقوا حتفهم في الحادث. وقال شامبين لهيئة الإذاعة الكندية "ما أود قوله هو أن هذا هراء... لن نقبل هذا الموقف"، وأضاف أنه أثار المسألة مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. ومضي قائلا "لقد رفضنا ذلك بالفعل وأوضحنا بشدة للنظام الإيراني أن ذلك لن يمر. أعتقد أن العالم يتابع وفي ظل الظروف التي أتوقعها وأطالب بها من الواضح أن إيران ستحترم ما تريده كندا عندما يتعلق الأمر بمواطنيها". وتتجه أوضاع النظام الإيراني إلى مزيد من التأزم مع تواصل الاحتجاجات المندّدة بممارسات السلطات وتعمدها إخفاء حقيقة إسقاط الطائرة الأوكرانية الذي راح ضحيته 176 شخصا من جنسيات مختلفة. وخرج التوتر بين الرئيس الإيراني والحرس الثوري إلى العلن عند اتهام مكتب الرئيس حسن روحاني للحرس الثوري بالخداع بخصوص إسقاط الطائرة الأوكرانية. وذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، الثلاثاء، أنه من الواضح أن الرئيس روحاني بدا وكأنه يوجه الغضب الشعبي باتجاه أكثر أعدائه تشدّدا في الحرس الثوري بالتزامن مع دخول الاحتجاجات يومها الثالث.
مشاركة :