دخان الحرائق يضخم متاعب لاعبي التنس في بطولة أستراليا

  • 1/16/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أربك دخان الحرائق الهائلة التي تجتاح البلاد، الأربعاء، منظمي بطولة أستراليا المفتوحة، أولى البطولات الأربع الكبرى المقررة اعتبارا من الاثنين المقبل في ملبورن، وذلك بعدما تسبب لليوم الثاني على التوالي في تأخير انطلاق مباريات التصفيات، مع انسحابات لبعض اللاعبين، وتدخل طبي لإسعاف آخرين، وتعليق للتمارين. وتأخر انطلاق المباريات لمدة ساعة وتحديدا الساعة الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي (الثانية صباحا بتوقيت غرينتش)، في ظروف أفضل مع انخفاض درجات الحرارة وتساقط الأمطار، ولكنها لا تزال ضبابية. ارتباك ومعاناة وكانت جودة الهواء في المدينة “سيئة للغاية” عند الساعة التاسعة صباحا، على الرغم من أنها كانت أفضل من الثلاثاء عندما صنفت جودته بالـ”خطرة” من قبل سلطات ملبورن، التي نصحت سكان المدينة الثلاثاء “بالبقاء في الداخل مع إغلاق الأبواب والنوافذ”. واضطرت السلطات إلى إغلاق حمامات السباحة المفتوحة وكذلك بعض الشواطئ، إضافة إلى إلغاء جولة سباق للخيول، من بين إجراءات أخرى. رافايل نادال وروجيه فيدرر تبرعا معا بمبلغ 250 ألف دولار أسترالي خلال مباريات استعراضية لجمع أموال لضحايا الحرائق وقالت اللجنة المنظمة للبطولة عبر تويتر، “تتم مراقبة الأوضاع في ملبورن بارك باستمرار، وسيتم اتخاذ المزيد من القرارات باستخدام البيانات في الموقع وبالتشاور الوثيق مع فريقنا الطبي، ومكتب الأرصاد الجوية، وعلماء في وكالة حماية البيئة في فيكتوريا”. هذا الارتباك لدى منظمي دورة أستراليا سببه الحرائق الهائلة التي تجتاح المناطق الجنوبية والشرقية لأستراليا منذ سبتمبر الماضي، والتي فشلت السلطات حتى الآن في السيطرة عليها، وتسببت في مقتل 28 شخصا وتدمير أكثر من ألفي منزل والقضاء على عدد هائل من الحيوانات. وقد وصل الدخان إلى العديد من المدن بما في ذلك ملبورن التي تصنف عادة في قائمة أكثر مدن العالم متعة للعيش فيها. واستمرت هذه الظروف المناخية السيئة، الأربعاء، حيث كان السكان يتجولون مع أقنعة على وجوههم. وجراء ضعف الرؤية، تم إلغاء العشرات من الرحلات الجوية في مطار ملبورن، وقال متحدث باسم المطار “إن التأجيل ربما يستمر حتى بعد الظهر، وسيتعين على المسافرين متابعة تطورات الأمور”. وأضاف “نتوقع استمرار بعض التأجيل حتى المساء، وربما في الغد (الأربعاء) أيضا”. وأبقى المنظمون، الثلاثاء، على مباريات التصفيات المؤهلة إلى الجدول الرئيسي لبطولة أستراليا المفتوحة رغم معاناة العديد من اللاعبين واللاعبات من ضيق التنفس والاختناق، ما اضطر بعضهم إلى الانسحاب. وبالإضافة إلى جودة الهواء المصنفة “خطرة”، جعلت حرارة الصيف الأسترالي ظروف اللعب معقدة للغاية. واضطرت لاعبة التنس الصربية دليلا ياكوبوفيتش إلى الانسحاب من مباراتها بسبب تعرضها لنوبة سعال حادة خلال مباراة بالدور التمهيدي للبطولة، وذلك قبل قيامها بتنفيذ شوط إرسالها وعندما كانت متفوقة في المواجهة التي أقيمت بملعب ملبورن بارك أمام السويسرية ستيفاني فوجيل. وسقطت ياكوبوفيتش، التي طلبت خلال المباراة المساعدة الطبية لمشكلات في التنفس، على ركبتيها في نهاية المجموعة الثانية، ولم تستطع استكمال اللقاء واحتاجت إلى المساعدة للخروج من الملعب، فساعدها أحد موظفي اللجنة المنظمة على ذلك. وقالت في إشارة منها إلى قرار منظمي البطولة المثير للجدل، “هذا ليس صحيا بالنسبة لنا. اعتقدت بأننا لن نلعب اليوم لكن لم يكن أمامنا الكثير من الخيارات”. ولم تكن ياكوبوفيتش الضحية الوحيدة، الثلاثاء، حيث تم استدعاء الطاقم الطبي لإسعاف الكندية أوجيني بوشار بسبب ألم في الصدر ناجم أيضا عن صعوبات في التنفس، لكنها تمكنت بعدها من إنهاء مباراتها والتأهل للدور الثاني من التصفيات. وانسحبت الروسية ماريا شارابوفا المصنفة أولى عالميا سابقا في كرة المضرب من مباراة استعراضية، الثلاثاء، في كويونغ، إحدى ضواحي مدينة ملبورن الأسترالية، بسبب الدخان المتصاعد من الحرائق التي ضربت شرق البلاد. وطلبت النجمة البالغة 32 عاما وقتا مستقطعا عندما كانت متعادلة في المجموعة الثانية 5-5 (بعد خسارتها الأولى 6-7) مع الألمانية لاورا سيغموند، زاعمة أن “اللاعبات يتنشقن الدخان”. ووصفت شارابوفا التي لعبت بمساعدة ضمادة لاصقة لتسهيل التنفس، ظروف اللعب بالقاسية، موضحة أنها عانت “نوبات سعال” في نهاية المجموعة الثانية. وقالت حاملة لقب 5 بطولات والتي تراجعت إلى المركز الـ145 عالميا بسبب الإصابات، “طلب منا حكم الكرسي أن نخوض شوطا إضافيا. من وجهة نظري كان القرار بالانسحاب حكيما”. من جهتها، وصفت سيغموند الدخان بأنه “اخترق بنيتي، هذه أول مرة ألعب في ظروف مشابهة وأقر بأني شعرت بها في المجموعة الثانية”. وقام أولئك الذين أجبروا على الاستمرار في اللعب في ظل هذه الظروف، بالاحتجاج على إصرار المنظمين على إقامة المباريات. تعليق واستئناف في صباح الأربعاء، كان الهواء لا يزال يعبق برائحة الدخان، ما دفع المنظمين إلى تأخير انطلاق المباراة لمدة ساعة حتى الساعة الـ13.00 بالتوقيت المحلي، كما تم إلغاء سباقين للخيول في المدينة. وبعد تحسن مستويات التلوث بشكل طفيف، قرر منظمو بطولة أستراليا المفتوحة استئناف المباريات بعد ظهر الأربعاء رغم أن الجو كان لا يزال غائما. وبدت أجواء الطقس عاصفة في وقت متأخر بعد ظهر الأربعاء، مصحوبة بأمطار غزيرة أجبرت اللاعبين على وقف مبارياتهم. ويمكن أن تساهم هذه الظروف الجوية في إزالة السحابة من التلوث من ملبورن وتفسح المجال لسماء صافية أكثر الخميس. ومن المتوقع أيضا أن يشمل المطر أجزاء أخرى من جنوب وشرق أستراليا حيث لا تزال العشرات من حرائق الغابات خارج نطاق السيطرة، مما يهدد بتدمير العديد من المدن الريفية. وقال مكتب الأرصاد الجوية “إن بعض الحرائق والمواقع المعرضة للجفاف قد تسجل ما بين 50 و100 ملم من الأمطار”. ومع ذلك، ونظرا لطبيعة العواصف الرعدية التي تضرب بشكل غير متوقع، من الصعب التكهن بالتحديد المكان الذي سيشهد هطولا قويا للأمطار. ومنذ بداية الحرائق، تعرض أكثر من ألفي منزل للتدمير، ويهيمن الدخان على مساحة 100 ألف كيلومتر مربع (10 ملايين هكتار)، أي أكبر من مساحة كوريا الجنوبية. انتقادات وفي ملبورن، أثيرت إمكانية وقف أو تأخير المباريات في بطولة أستراليا المفتوحة التي تستمر لمدة أسبوعين. وانتقد لاعبون ولاعبات قرار خوض المباريات في ظل هذه الظروف، مثل الأوكرانية إيلينا سفيتولينا التي كتبت على تويتر “لماذا علينا أن ننتظر وقوع شيء خطير لفعل شيء ما؟”، والفرنسي جيل سيمون الذي قال بسخرية “عندما نجد الأطباء الذين يقولون إن اللعب بحرارة تصل إلى 45 درجة مئوية ليس خطيرا في أستراليا المفتوحة، وحكاما يقولون إن العشب الرطب ليس زلقا في ملبورن، فيجب أن يكون باستطاعتهم العثور على خبير يشهد بأن جودة الهواء جيدة بما فيه الكفاية، أليس كذلك؟”. ولم تكن اللاعبة اللوكسمبورغية ماندي مينيلا راضية على قرار اللجنة المنظمة، وغردت على صفحتها في تويتر، “صدمتي عندما رأيت أن مباريات التصفيات بدأت في بطولة أستراليا المفتوحة. ماذا عن صحة الأشخاص العاملين هنا، لاسيما الأطفال الذين يلتقطون الكرات؟”. ;تبرع لاعبا كرة المضرب الإسباني رافايل نادال والسويسري روجيه فيدرر معا بمبلغ 250 ألف دولار أسترالي (نحو 150 ألف يورو) خلال مباريات استعراضية، الأربعاء، في ملبورن لجمع الأموال لضحايا الحرائق الهائلة التي تجتاح أستراليا. وانضم نادال وفيدرر، المصنفان أول وثالثا عالميا، إلى باقي نجوم الكرة الصفراء الذين سبق لهم التبرع بما مجموعه 2.8 مليون دولار أسترالي (نحو 1.7 مليون يورو). وإلى جانب النجمين المتوجين معا بـ39 لقبا في الغراند سلام (20 لفيدرر و19 لنادال)، شارك العديد من نجوم اللعبة في المباريات الاستعراضية بينهم الصربي نوفاك ديوكوفيتش والأميركية سيرينا وليامس والدنماركية كارولاين فوزنياكي واليابانية ناومي أوساكا والتشيكية بيترا كفيتوفا والنمسوي دومينيك تييم والأميركية كوكو غوف والأسترالي نيك كيريوس واليوناني ستيفانوس تسيتسيباس والألماني ألكسندر زفيريف. وخلق هؤلاء النجوم أجواء مرحة من خلال بعض مباريات الفردي والزوجي والزوجي المختلط على ملعب بسقف مغلق تحت سماء ملبورن الملوثة بدخان الحرائق. وقال كيريوس الذي لعب مجموعة ضد فيدرر، إنه كان يريد فقط “الاستمتاع قليلا هذا المساء”، مضيفا “المسألة عاطفية وآمل أن نتغلب على ذلك”.

مشاركة :