مقالة خاصة: وقف إطلاق النار في إدلب بسوريا قد لايخفف مخاوف تركيا فيما يتعلق بتدفق اللاجئين

  • 1/16/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة 15 يناير 2020 (شينخوا) قال خبراء إن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في محافظة إدلب بسوريا قد لايكون كافيا لتخفيف مخاوف تركيا فيما يتعلق بتدفق جديد للنازحين إلى مناطقها الحدودية. وقد دخل اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا حيز التنفيذ في منتصف ليل الأحد في إدلب، التي تقف على حافة كارثة إنسانية، بهدف كبح تدفق المدنيين الذين اقتلعهم العنف من ديارهم. فر ما يزيد على 300 ألف شخص من الصراع في إدلب واتجهوا إلى الحدود التركية خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث ضربت طائرات روسية والمدفعية السورية بعض البلدات والقرى منذ بدء هجوم حكومي جديد الشهر الماضي. وقالت إسراء أولوداغ المتخصصة في مجال الهجرة لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لا أعتقد أن عملية وقف إطلاق النار الجديدة في إدلب سيكون لها تأثير إيجابي على وضع مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون بالفعل في ظروف قاسية للغاية." كما أشارت أولوداغ وهي أيضا منسقة في مؤسسة دراسات هجرة البوسفور، وهى مؤسسة فكرية في أنقرة، إلى أنه خلال القصف المدفعي والغارات الجوية، دمرت مستشفيات ومنشآت إنسانية أخرى في المنطقة، ما جعل المدنيين يعيشون في خطر مستمر. وأضافت أولوداغ "لهذه الأسباب وبسبب ظروف الشتاء، تشعر تركيا بالقلق إزاء موجة جديدة من اللاجئين، تبدو أنها مازالت قائمة على الرغم من وقف إطلاق النار." وقد سعي حوالي 3.6 مليون سوري إلى اللجوء في تركيا منذ اندلاع الحرب الأهلية المستمرة في البلاد على مدى تسعة أعوام. قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا لا تستطيع تحمل عبء المزيد من اللاجئين من إدلب، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين شخص. تعهد الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران، بإعادة السيطرة على إدلب، آخر معقل للمتمردين، حيث يعتمد العديد من السوريين بشكل كامل على المساعدات عبر الحدود. ودعمت تركيا المتمردين السوريين لعدة أعوام في حربهم ضد الأسد. وجاء وقف إطلاق النار بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي، حيث التقى الأسد. وقامت تركيا ببناء جدار على أغلب مناطق حدودها مع سوريا، جارتها الجنوبية بهدف منع وصول لاجئين آخرين، ولكن المحنة المفجعة التي يتعرض إليها النساء والأطفال تصدرت العناوين الرئيسية في تركيا أيضا، ما فرض ضغطا على أردوغان الذي حذر من أن الدول الأوروبية سوف تعاني من العواقب السلبية إذا لم يتم القيام بشيء. وقالت أولوداغ "في حالة وصول لاجئين جدد من إدلب، تستطيع تركيا مرة أخرى أن تفعل كما فعلت في الماضي، أن تفتح حدودها لأغراض إنسانية." وفي 2016، بعد اتجاه موجة هائلة من اللاجئين نحو دول الاتحاد الأوروبي، تعهدت المجموعة بإعطاء 6 مليار يورو (نحو 6.68 مليار دولار أمريكي) لتركيا في مقابل أن تغلق أنقرة حدودها لمنع اللاجئين من التدفق نحو أوروبا. ومن المتوقع أن تستضيف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الراعية الأساسية لاتفاق الهجرة المثير للجدل، مؤتمرا دوليا حول ليبيا في برلين يوم 19 يناير بمشاركة أردوغان. ومن المحتمل أن يطالب الرئيس التركي بالمزيد من الأموال والدعم من المجموعة الأوروبية لتغطية تكاليف استضافة ملايين اللاجئين. وأظهرت إحصائية أجرتها مؤسسة تيباف الفكرية في أنقرة عام 2019، أن المسألة الأكثر أهمية في أجندة الاتحاد الأوروبي-تركيا هي أزمة اللاجئين قبل العلاقات الثنائية.

مشاركة :