مرجعيون، جنوب لبنان 15 يناير 2020 (شينخوا) كثف الجيش الاسرائيلي وورشه العسكرية اليوم "الأربعاء" من تحركاتهم على طول الخط الحدودي مع جنوب لبنان انطلاقا من رأس الناقورة غربا وحى مرتفعات شبعا شرقا. وأشار شهود عيان من سكان القرى الحدودية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أن الجيش الإسرائيلي عاود نشاطه بشكل مكثف على طول الخط الحدودي وفي مواقعه العسكرية المحاذية للجانب اللبناني. وتجددت هذه الحركة بعد تراجع الجيش الإسرائيلي عن الخط الحدودي مع لبنان في أعقاب اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس في قصف صاروخي استهدف موكبهما على طريق مطار بغداد فجر الثالث من الشهر الجاري. وأضاف هؤلاء بأن الجيش الإسرائيلي كثف من دورياته الراجلة والمدرعة على طول الخط العسكري المحاذي لـ "الخط الأزرق" المعترف به دوليا بين لبنان واسرائيل. كما شوهدت عدة ورش عسكرية فنية تقوم بأعمال صيانة لأبراج المراقبة وكاميرات الفيديو الموجهة ناحية الجانب اللبناني من الحدود. كذلك تم رصد تحليق طائرة مسيرة إسرائيلية صغيرة على ارتفاع منخفض في أجواء الخط الأزرق وعلى طول المنطقة الممتدة من بلدة حولا وحتى سهل الخيام القطاع الشرقي من جنوب لبنان . وعملت هذه الطائرة على ملاحقة وتصوير السيارات المدنية اللبنانية التي كانت تسلك الطريق الرئيسي المحاذي للجانب الإسرائيلي والمزارعين اللبنانيين العاملين في حقولهم وذلك على مدى حولي ساعة ونصف دون أن تتجاوز الخط الأزرق. وفي محور المطلة ركز الجيش الإسرائيلي غرفة عمليات متنقلة خلف الجدار الأسمنتي المواجه لسهل الخيام في ظل انتشار واسع لعناصر مشاة وآليات مدرعة في محيط المكان . كذلك قال شهود عيان في المنطقة الحدودية ومصدر عسكري لبناني رفض ذكر اسمه لـ ((شينخوا)) أن ورشة عسكرية إسرائيلية اجتازت السياج التقني الحدودي الفاصل بين لبنان وإسرائيل في محوري العديسة وميس الجبل في القطاع الشرقي من جنوب لبنان. وقال هؤلاء إن الورشة الإسرائيلية ضمت جرافتين وسيارة مصفحة و 10 جنود اجتازت السياج التقني عبر بوابة حديدية قبالة بلدة العديسة ونفذت على مدى حوالي ساعة ونصف عملية تمشيط وأعمال جرف وحفريات في منطقة واقعة بين السياج التقني و"الخط الأزرق" دون أن تخرقه. في نفس الوقت وفي حادث منفصل اجتاز 12 عنصرا السياج التقني في محور ميس الجبل في القطاع الشرقي من الجنوب، حيث عملت القوة على نصب 3 خيام عسكرية في المنطقة بين السياج و"الخط الأزرق" مقابل بلدة ميس الجبل. وفي أعقاب ذلك توجهت إلى المنطقة قوة مشتركة من الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان "يونيفيل" وعملت على مراقبة حركة الورشة الإسرائيلية حتى عودتها إلى داخل مواقعها. على صعيد آخر انفجر حقل الغام كان خلفه الجيش الإسرائيلي في محور العباسية في القطاع الشرقي من الجنوب بقطيع أبقار إسرائيلي اجتاز السياج الحدودي عبر فجوة فيه إلى الجانب اللبناني في منطقة العباسية مما أدى إلى نفوق بقرتين وإصابة 3 آخرين. وأضاف المصدر بأن قوة إسرائيلية قوامها 4 آليات مدرعة توجهت إلى نقطة قريبة من حقل الألغام بحيث عملت على سد الثغرة في السياح الشائك. كما توجهت إلى محور العباسية قوة مشتركة من قوات اليونيفيل وعناصر من الجيش اللبناني لمعاينة الحادثة، وقال مصدر عسكري لبناني لـ ((شينخوا)) إن طول حقل الألغام الذي وقعت فيه الحادثة يقدر بحوالي 2 كيلومتر، فيما يتراوح عرضه بين 50 و80 مترا ويحوي مئات الألغام. وكان الجيش الإسرائيلي قد خلف عشرات حقول الألغام، إضافة إلى أكثر من 4 ملايين قنبلة عنقودية في الجنوب خلال حروب إسرائيل المتعددة على لبنان ، وقد أدى انفجار بعضها إلى مقتل وجرح حوالي الف لبناني من بينهم عاملون في نزع الألغام.
مشاركة :