قال خبير الشؤون الإفريقية، هاني رسلان، إن الاتفاق الذي جرى في العاصمة الأمريكية واشنطن بشأن ملف سد النهضة يُعد انفراجة للأزمة، مشيرا إلى أن هناك تحوّل نوعي كبير ومفاجئ في الموقف الإثيوبي، خاصة أن الاجتماع الأخير في العاصمة أديس أبابا انتهى باختلاف في وجهات النظر بين الأطراف الثلاث، وقدمت إثيوبيا مغالطات كثيرة وطلبت الوساطة من جنوب إفريقيا، وهو ما كان ينبئ بطريق مسدود. وأضاف رسلان، خلال مداخلة مع فضائية “الغد”، أنه تم التوصل إلى إطار ومبادئ أساسية لاتفاق مفترض أن ينتهي خلال أسبوعين، وهو ما اعتبره نجاحاً كبيراً، خاصة أن تلك الأسس قريبة من المقترحات المصرية، مؤكداً أننا الآن على مقربة من الوصول إلى حلٍ للأزمة، خاصة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ألقى بثقله على هذه المسألة عبر لقاء بوزراء خارجية وري الدول الثلاث ووعد بمساعدات فنية وتحدث عن اتفاق نهائي سيتم توقيعه في واشنطن. وأوضح رسلان، أن هناك أيضا تحولاً في الموقف الأمريكي، الذي كان يتعاطى مع الملف بحذر، إلا أن واشنطن تريد الآن أن تنهي تلك المسألة حفاظاً على السلم والأمن في المنطقة، نظراً لوجود علاقات جيدة مع مصر وإثيوبيا، كما أنها لا تريد أن تنماي أدوار أطراف أخرى في المنطقة، مثل الصين وروسيا. وكانت وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت، الأربعاء، أن وزراء خارجية وري مصر وإثيوبيا والسودان اتفقوا مبدئيا على إجراءات ملء خزان سد النهضة الإثيوبي على مراحل، وأن تنفيذ المراحل اللاحقة من التعبئة ستتم وفقا لآلية يتم الاتفاق عليها، والتي تحدد بناء على الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق وأهداف إثيوبيا ومراعاة احتياجات مصر والسودان خلال فترات الجفاف. وأكدت الوزارة، في بيان، أنه سيتم إنشاء آلية تنسيق فعالة وأحكام لتسوية النزاعات لأي خلافات تظهر في المستقبل.
مشاركة :