تواجه أستراليا، كارثة بيئية، عندما بدأت الحرائق في غاباتها، سبتمبر الماضي، وما زالت الحرائق مشتعلة حتى الآن، والتي أودت بحياة مليار حيوان، وخسائر بالمليارات، من حرائق منازل، وإخلاء مدن بأكملها، ووفاة عشرات المواطنين، حيث وصلت أدخنة الحرائق إلى الفضاء، وإلى سماء دول في أمريكا الجنوبية، وفقًا لوكالة الفضاء "ناسا".هذه الحرائق الأكثر دمارًا في التاريخ، ونتج عنها كارثة بيئية غير مسبوقة سواء بوفاة حيوانات نادرة، وتعريض عشرات حيوانات أخرى للانقراض أو التأثير على حياة الكوكب، من الاحتباس الحراري، وتغيرات في درجات الحرارة السنوات المقبلة.وقال علماء أستراليون، إن عالم الحيوانات الثديية الأسترالي الفريد من نوعه مهدد بالانقراض بدرجة أكبر مما يعتقد حتى الآن، ويمكن حدوث الانقراض بسرعة أكبر من أي منطقة أخرى في العالم، نتيجة الحرائق، وجلب الحيوانات الغريبة على البيئة الأسترالية إلى أستراليا من الخارج مثل القطط والذئاب، في حين أن الحيوانات معرضة للخطر، في بقية أنحاء العالم بسبب ملاحقة الإنسان لها.وأشار علماء من جامعة داروين الأسترالية، تحت إشراف جون وينارسكي، في دراسة لهم نشرت أمس، في مجلة بروسيدنجز التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم، إلى أنهم توصلوا إلى هذه النتيجة بعد تحليل 3000 دراسة معنية، وأوضحت الدراسة، أن القرنين الماضيين شهدا انقراض أكثر من 10% من إجمالي 273 حيوانا ثدييا كانت تعيش في أستراليا سابقًا، من بينها على سبيل المثال أحد أنواع الكنجارو.وحذر الباحثون، من أن واحدًا من بين كل 5 حيوانات في أستراليا مهدد بالانقراض، وأن كل المؤشرات تدل على أن حيوانا أو اثنين سينقرضان كل 10 أعوام، في حين أن حيوانا واحدا فقط هو الذي انقرض في الولايات المتحدة.وهددت الحرائق مئات الكائنات الحية، منها عدد من حيوان الكوالا المهدد بالانقراض، ومع التهام النيران ملايين الفدانات من الغابات تزيد معاناة الكولا، مع زوال مساحات واسعة من موطنه الوحيد وهو أستراليا، وأصبح المواطنون في أستراليا يحاولون حماية حيوانات الكوالا من النيران، وألقوا بأنفسهم للغابات المشتعلة لحماية دببة الكوالا، وتقديم لهم الإسعافات والطعام والمياه.ووفقا لموقع "سكاي نيوز"، قام الأستراليون، بإنقاذ حيوانات مختلفة، خاصة المهددة بالانقراض، وخصص أحد السكان المحليين منزله، لإيواء الحيوانات وسماه "محمية ملاكوت"، ويقول المواطنون إن هناك 100 كوالا فارقت الحياة مقابل حيوان كوالا واحد.وقدمت مراكز الحياة البرية في أستراليا، مساعدات لحيوان الكوالا، وسط مخاوف من انقراضها أبكر من التوقعات السابقة التي تنبأت بزواله بحلول 2050.وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن حرائق الغابات في أستراليا ستؤدي إلى انقراض أعداد كبيرة من الحيوانات لا حصر لها والنباتات أيضًا أكثر حتى من الوفيات الفردية، وعلى رأس هذه الحيوانات حيوان الكانجارو.وأعلنت الحكومة الاتحادية الأسترالية بالفعل، تخصيص 50 مليون دولار (34.5 مليون دولار أمريكي)، من أجل استعادة الحياة البرية لطبيعتها، وقالت وزارة البيئة الأسترالية، إن هناك بالفعل أقل من 100 من الفصائل المعرضة للخطر أصبح انقراضها وشيكا، ولكن لم يكن جميعها في مسار الحرائق الأخيرة.ويقول العلماء، إن القطط المفترسة المسئولة عن دفع نحو 24 من حيوانات الثدييات الأسترالية إلى الانقراض، منذ أن جاءت للقارة قبل 200 عام.