قال الدكتور محمد حسن خليل، استشارى القلب، والمنسق العام للجنة الدفاع عن الحق في الصحة، إنه من عام ١٩٧٤ خرجت دراسة صادمة تقول إن الشخص غير المدخن ويعيش في القاهرة هو في الحقيقة يدخن ١٨ سيجارة في اليوم، وذلك قياسا على حجم تلوث الهواء الذى ابتليت به القاهرة منذ سنوات، وذلك نتيجة الأدخنة، وأعلى منطقة تلوث في العالم هى باب الشعرية، وتلوث الهواء كارثة من الكوارث التى تواجه مصر.وأضاف «خليل» في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن القاهرة محكومة بجغرافية ظالمة، وذلك نتيجة وقوعها بين النيل وفى ظل اتجاه الرياح الشمالى نجد أن الأدخنة تدخل إلى قلب القاهرة مباشرة، ولا حل لذلك سوى تشجير شمال القاهرة، وتشجير مختلف أحياء العاصمة لتفادى الأضرار الناتجة عن تلوث الهواء بالأدخنة والعوالق المختلفة. وتابع: «لا توجد قيود حقيقية على المصانع سواء بالتحكم في انبعاثات الغازات أو الصرف في مياه النيل، في ظل عدم وجود قيود تطبق بفاعلية مما يؤكد منطقية الأرقام الصادرة عن البنك الدولي، والاستمرار في عدم اتباع الإجراءات السليمة في الحد من انبعاثات الهواء وتلوث المياه يتسبب في أضرار جسيمة على صحة الإنسان في مصر بشكل عام وفى القاهرة على وجه التحديد، فلدينا في القاهرة سيارات تسير منذ ٥٠ سنة وهو يؤكد عدم تفعيل إجراءات التراخيص التى تمنع مثل هذه السيارات من السير في الشوارع، وهو ما يتطلب أولا الوعى والتحضر المجتمعي، وتفعيل اللوائح والقوانين والحد من تلوث الهواء بعوادم السيارات المتهالكة».التوسع في التشجير: ويوضح «خليل» أن الأرقام الواردة في الدراسة عن التلوث منطقية جدا، والأرقام حول الأضرار الصحية الخاصة بالجهاز التنفسى معقولة في ظل ما نعيش فيه، وتعود نسبة عالية من الوفيات للتلوث. وعن تفادى الآثار السلبية، دعا خليل إلى التحكم في عوادم السيارات وانبعاثات الغازات والصرف الصناعى في المصانع، والتوسع في التشجير، وليس العكس فما حدث في مصر الجديدة كارثة، لا بعقل أن نكون ندعو إلى زيادة التشجير وتقوم الأجهزة التنفيذية بعمل «مذبحة الأشجار» في حى مصر الجديدة الذى لطالما عرف أنه أقل تلوثا بـ ١٠٪ عن وسط القاهرة.جاء ذلك عقب صدور دراسة البنك الدولى في نوفمبر الماضى ٢٠١٩ وركزت بالبحث على الوضع البيئى في محافظات القاهرة الكبرى «القاهرة، الجيزة والقليوبية»، والآثار المترتبة على تلوث الهواء والمياه بالعوادم المختلفة، وخرجت بنتائج صادمة.الباحثون في البنك الدولى توصلوا إلى أن تلوث الهواء وحده كان كفيلا بالتسبب بشكل مباشر وغير مباشر في وفيات مبكرة تزيد على ١٢٦٠٠ شخص كمتوسط لتقديرات الوفاة المبكرة الناجمة عن التعرض المحيط للجسيمات الدقيقة المسببة لتلوث الهواء في القاهرة الكبرى بواقع ١٢ ٪ من إجمال الوفيات في عام ٢٠١٧، وحذرت الدراسة من تصاعد مؤشر الـ«البى إم ٢.٥». ويعرف البنك الدولى الـ«البى إم ٢.٥» بأنه جسيم مجهرى مسئول في كثير من الأحيان عن المشكلات الصحية الناجمة عن تلوث الهواء، وهى جسيمات مجهرية يصل عرضها إلى ٢.٥ ميكرون ويقل قطرها ٣٠ مرة عن قطر شعرة الإنسان، وعندما ترتفع مستوياتها، تشكل هذه الجسيمات ضبابا في الجو، وتدخل إلى الجهاز التنفسى للإنسان وتنفذ إلى رئتيه. ويطلق على هذه الجسيمات الدقيقة المسببة لتلوث الهواء «القاتل الصامت» ولها تأثيرا كبيرا على المدى الطويل على أمراض الرئتين والقلب، وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد الوفيات الناتجة عن التعرض للتلوث بنحو ٧ ملايين شخص.وتقدر الدراسة الصادرة عن البنك الدولى الوفيات المبكرة السنوية الناجمة عن التعرض المحيط PM٢.٥ في القاهرة الكبرى بسبب العديد من الأمراض فقد جاءت نسبة ٥٩ ٪ من الوفيات بسبب مرض نقص تروية القلب (IHD)، ١٤ ٪ بسبب التهابات الجهاز التنفسى الحاد، و١٣ ٪ بسبب السكتة الدماغية، و١٤٪ بسبب مرض الانسداد الرئوى المزمن وسرطان الرئة والسكرى من النوع الثاني.
مشاركة :