مما لا شك فيه أن الإعلام يلعب دورًا مهما في كل الدول والمجتمعات العالمية، من حيث إمداد الرأي العام العالمي بالأخبار والمعلومات.ويطلق على كل وسائل الإعلام المختلفة اسم media، وتشمل جميع وسائل الإعلام المختلفة، ومنها الإعلام المقروء، والمرئي، والمسموع، والصحف والمجلات، ونشرات إعلامية، ومذياع، وتلفاز، إلى جانب (الإعلام الإلكتروني) بمختلف ضروبه وأشكاله وأنواعه.والإعلام أحد الوسائل، للرقي بالمجتمعات، وبالحكومات، ذلك أنه أحد الوسائل، لنشر المبادئ والقيم، بما يتماشى مع ديننا الإسلامي الحنيف، طبقًا للعادات والتقاليد المرعية، وهو أيضا أحد الوسائل، للتعبير عن هموم الوطن، وقضاياه، ومشكلاته، وإحداث ثورة تصحيح لمسار هذه المجتمعات. (أهمية الإعلام ودوره في النهوض بالوطن، سامي المجبري).ولقد لعب الإعلام البحريني، منذ بداياته، دورًا محوريًا، في الدفاع عن الوطن، وعن قضايا الأمتين، العربية والإسلامية، بشكل موضوعي واحترافي ومهني.وفي هذه العجالة السريعة، نحاول تسليط الأضواء على بدايات ونشأة الإعلام بمختلف (ضروبه) في مملكة البحرين.الإعلام المقروءإن التاريخ الصحفي البحريني حافل بالإنجازات الصحفية الكبيرة، وباستعراضنا لمسيرة (التاريخ الصحفي) البحريني نجد (محاولات جادة) للتأسيس الصحفي بروحٍ مهنية خلاقة، ويعد وبكل فخر الأديب عبدالله الزايد هو الأب الروحي للصحافة البحرينية، حيث أسس أول جريدة بمملكة البحرين، وهي جريدة (البحرين).ومن الصحف والجرائد التي صدرت بمملكة البحرين، عبر تاريخها الثقافي الناصع، مجلة صوت البحرين (1950 – 1954)، وجريدة الخميلة (1952 – 1954)، وجريدة القافلة (1952 – 1954)، وجريدة الوطن (1955 – 1956)، وجريدة الميزان (1955 – 1956)، وجريدة الشعلة (1956)، وجريدة الخليج العربي (1956 – 1961)، وجريدة البحرين الإصدار الثاني (1956)، وجريدة النجمة الأسبوعية (1957)، ومجلة هنا البحرين (1957).في ستينيات القرن الماضي شهد الإعلام البحريني انطلاقة صحفية متميزة، حيث أسس رائد الصحافة البحرينية المرحوم محمود المردي جريدة الأضواء، التي تأسست عام 1965، واستمرت بالصدور أسبوعيا حتى عام 1993م، وأسس عملاق الصحافة البحرينية المرحوم الأستاذ علي سيار مجلة صدى الأسبوع الأسبوعية في عام 1969، واستمرت بالصدور كمجلة أسبوعية ثقافية جامعة حتى عام 2004، ثم جريدة أضواء الخليج (1969 – 1970)، ثم جريدة المجتمع الجديد (1970 – 1973).أما في سبعينيات القرن الماضي فقد توالى إصدار الصحف والمجلات، والحدث الأكبر، البارز في تلك الحقبة، أن صدرت أول صحيفة يومية بمملكة البحرين، وهي صحيفة (أخبار الخليج)، حيث صدرت في اليوم الأول من شهر فبراير من عام 1976م، بمساع من عميد الصحافة البحرينية المرحوم محمود المردي، ومثل إصدار هذه الصحيفة الانطلاقة الجديدة للصحافة في مملكة البحرين، الانطلاقة الحقيقية، بصحيفة يومية سياسية جامعة منتظمة الصدور.وتم التعاقد مع الخبرات العربية الصحفية المصرية للعمل بالجريدة، أمثال كبير الصحفيين البحرينيين المرحوم لطفي نصر، والأستاذ محمد العزب موسى، والسيد حجازي، والمرحوم فقيد الصحافة البحرينية الأستاذ حافظ إمام، وغيرهم.ولقد أسهم هؤلاء الرجال الأوائل في وضع اللبنات الأولى للصحافة في مملكة البحرين، ونحن نعتز كثيرا بما قدمته (الخبرات) المصرية إلى مملكة البحرين، وللصحافة والتعليم بشكل خاص.و«أخبار الخليج» منتظمة الصدور حتى يومنا هذا، وقد تعاقب على رئاسة تحريرها شخصيات مهمة، هم: الأستاذ محمود المردي والأستاذ أحمد سلمان كمال، والأستاذ الدكتور هلال مهنا الشايجي، والأستاذ أنور عبدالرحمن حتى يومنا هذا.وقد تميزت «أخبار الخليج» عبر تاريخها بالموضوعية والحيادية في الطرح، ونقل هموم الناس وقضاياهم إلى المسؤولين، عبر النقد البناء الهادف والموضوعي، إلى جانب الخدمة الثقافية، عبر صفحاتها الثقافية المتخصصة، وملاحقها الصحفية.وعودة إلى لب حديثنا، فقد صدرت ايضا أخبار البحرين الأسبوعية (1972 – 1974)، وأسس الشهيد عبدالله المدني مجلة (المواقف) كمجلة أسبوعية سياسية ثقافية جامعة عام (1973)، ومجلة الرياضة (1974 – 1987)، ومجلة المسيرة (1978-1984)، ومجلة الملاعب (1978 – 1979).وشهدت نهاية فترة الثمانينيات ثاني أكبر حدث صحفي ثقافي، بإصدار الصحيفة الثانية اليومية (الأيام) في عام (1989) بدعم من وزير الإعلام الراحل طارق المؤيد وتأسيس الأستاذ نبيل بن يعقوب الحمر، والتي تصدر حتى الآن، ومجلة بانوراما الخليج (1983-2004).أما مع الألفية الجديدة، وابتهاجا بالمشروع الإصلاحي الكبير لجلالة الملك المفدى، وبالمناخ الحيوي الكبير لحرية الرأي والتعبير، فقد صدرت صحف كثيرة، كلها تعبر عن هذا المشروع الكبير.فقد صدرت جريدة (الوسط) في (2002)، وجريدة العهد (2003 – 2012)، وجريدة الميثاق (2004 – 2010) التي توقفت بعد ذلك، وجريدة الوطن، (2005)، وجريدة الوقت (2006) التي توقفت بعد ذلك، وجريدة (النبأ) الأسبوعية عام (2008)، ثم جريدة البلاد في عام 2008.ولأهمية موقع الصحافة كان لزامًا على منتسبيها التمسك بقيم الوحدة الوطنية، ونبذ الفرقة والعنصرية والطائفية، فكان تدشين «ميثاق شرف» «صحفيون ضد الطائفية»، والذي كان تدشينه بمثابة «رقابة للضمير الصحفي».وتحتفل مملكة البحرين في اليوم السابع من مايو من كل عام بيوم الصحافة البحرينية، ويأتي هذا اليوم تكريمًا لما تمثله الصحافة من دور محوري مهم، وهي بمثابة سلطة ككل السلطات العادية، التنفيذية والتشريعية.وتعد جائزة سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للصحافة تتويجا كبيرا للذين يسهمون بعطاءاتهم في خدمة الصحافة، وهي تدل على المكانة السامية للصحافة عند سمو الأمير (حفظه الله).وسمو الأمير حريص كل الحرص على الاطلاع على ما تنشره الصحافة يوميا، بل هو يحرص على قراءة (بريد القراء)، ليطلع سموه على مشكلات المواطنين وقضاياهم المختلفة.الإعلام المسموعافتتحت إذاعة البحرين عام 1955م، عندما افتتح أول بث باللغة العربية، وفي عام 1980 وصل عدد ساعات البث إلى 14 ساعة.وتحرص إذاعة البحرين على توفير باقة متنوعة من الأخبار والبرامج والمسلسلات والأغاني لجمهورها الكريم.وقد تطور العمل الإذاعي تطورًا كبيرا، فأنشئت الكثير من الموجات، مثل موجة إذاعة القرآن الكريم، وموجة الإذاعة الشعبية، وموجة البرنامج العام، وموجة إذاعة البحرين الطربية، وموجة إذاعة FM.ولقد قامت إذاعة البحرين بدورها بتغطية الانتخابات التشريعية، عملاً بواجباتها المنوطة بها كجهة إعلامية.الإعلام المشاهد بواكير تلفزيون البحرين، بتلفزيونات آر تي في بحرين، بداية سبعينيات القرن الماضي، حتى صار ملكا لحكومة البحرين، تحت مظلة وزارة الإعلام البحرينية.كانت بدايات البث تبدأ الساعة 5 مساء، حتى 12:30 مساء.لم يكن في حقبة السبعينيات في دول الخليج العربي بث صباحًا إلا تلفزيون دولة الكويت، ببثه صباحا، وخاصة مع العطلة الصيفية للطلبة.وفي فترة من الفترات، وبالتعاون الإعلامي مع جمهورية مصر العربية، تم نقل القناة الفضائية المصرية على باقات قنوات تلفزيون البحرين.وفي حرب تحرير الكويت، وحرصًا من تلفزيون البحرين على مواكبة أحداث معركة تحرير الكويت، ساعة بساعة، تم نقل محطة الاخبار الأمريكية CNN مع باقات قنوات تلفزيون البحرين.ويشهد قطاع التلفزيون بوزارة الإعلام نهضة متطورة، حيث أنشئت الكثير من القنوات الفضائية، فمع جانب القناة الفضائية الأولى هناك القناة الرياضية، (1) و(2)، وقناة القرآن الكريم، والقناة الانجليزية، وأخيرا القناة الجديدة «البحرين لوّل» وهي قناة متخصصة ببث برامج الأبيض والأسود.ويضطلع تلفزيون البحرين، بدوره، مع كل دورة انتخابية، ببث البرامج المتعلقة بالانتخابات، وكذا تغطيتها تلفزيونيًا.كما يوفر مساحة حرة، باستعراض برامج «المترشحين» بهذه الانتخابات.الإعلام الإلكترونيوهو الإعلام الذي يتم عبر الطرق الإلكترونية وعلى رأسها «الإنترنت»، ويحظى هذا النوع من الإعلام بحصة، ضمن «المنظومة الإعلامية».ويقدم لنا الإعلام الإلكتروني عبر مواقعه، «التويتر» و«الفيس بوك» و«الإنستجرام» و«الواتساب»، خدمة إعلامية، عبر «مقال» أو «خبر»، أو «تحليل ورأي»، ومعظم الصحف لها مواقعها الإلكترونية المختلفة.لقد أضحت اليوم وسائل التواصل الاجتماعي شعبة أصيلة من شعب الإعلام، وفرعا لا يستهان به من فروع الإعلام.إن الإعلام الرقمي أثبت حضوره، وأخذ ينافس الإعلام التقليدي كثيرًا، واخترق كل الحواجز الممكنة، نظير ما يملكه من مقومات الانتشار، وقدرة التأثير. (sis.gov.eg).وشكلت وسائل التواصل الاجتماعي، في مملكة البحرين، أنموذجًا حيًا لمدى التعبئة الثقافية والاجتماعية، ومثالاً للتواصل المعرفي، وتبادل الرأي في حرية تضبطها العادات والتقاليد، وينظمها القانون.وإذا ما سُيرت هذه الوسائل الإعلامية للتهجم على الآخرين أو النيل منهم أو النيل من معتقدات الآخرين، فإنها بذلك تصبح مخالفة قانونية.وعلى هذا، تم إنشاء إدارة مختصة بوزارة الداخلية لمتابعة الإعلام الإلكتروني وضبطه ومتابعة جميع هذه الوسائط وكشف المخالفين لهذه النظم، وتطبيق مقتضيات القانون ضدهم.والإعلام الحر وفق مقتضيات حريات الرأي والتعبير هو متاح للجميع وفق القانون، فلا رقابة على حرية الرأي والتعبير في التحرير الصحفي والمقالات الصحفية وندوات الرأي والمحاضرات والخطب الدينية وخطب الجمعة والمناسبات الدينية وغيرها.S-HAIDER64@hotmail.com
مشاركة :