واشنطن 15 يناير 2020 (شينخوا) إنها لحظة جذبت اهتمام العالم. في ظهر الأربعاء هنا في واشنطن، وقع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خه، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسميا اتفاق المرحلة الأولى التجاري بين الصين والولايات المتحدة. لقد اتخذ الجانبان، وهما يفكران بالمصالح الشاملة، خطوة هامة للأمام على الطريق الصحيح لمعالجة الخلافات الاقتصادية والتجارية، وهو ما سيكون أساسا صلبا للمعالجة المناسبة للمشاكل اللاحقة المحتملة، ويعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية على المسار الصحيح ويضخ طاقة إيجابية لاستقرار ونمو الاقتصاد العالمي. إنها خطوة تخدم مصالح الصين، والولايات المتحدة، والعالم أجمع. لقد جاءت مراسم التوقيع، التي عُقدت بالقاعة الشرقية للبيت الأبيض، بعد نحو عامين من المحادثات التجارية الشاقة المتحركة أحيانا والمتوقفة أحيانا أخرى. إنها نتيجة ممرحلة صعبة المنال، تظهر أن أكبر اقتصادين بالعالم يسعيان لطريقة أكثر عقلانية لكسر الجمود. لقد ثبُت أيضا أن التعاون هو الخيار الوحيد الصائب لكلا الجانبين، وينبغي أن تعالج المشاكل عبر لقاء بكين وواشنطن لبعضهما البعض عند منتصف الطريق. ينبغي للصين والولايات المتحدة أن تتمسكا بالحوار والتشاور على أساس مبادئ المساواة والاحترام المتبادل، فهناك دوما حلول أكثر من المصاعب. إن السعي لأرضية مشتركة بينما تُركن الخلافات جانبا، أمر حيوي لتتمكن المفاوضات التجارية الصينية - الأمريكية، من كسر أي جليد. وطالما ظل الجانبان يتبعان بشكل وثيق المصالح الأساسية لشعبيهما ويحترمان الكرامة والسيادة والمصالح الجوهرية لبعضهما البعض، فلا توجد مشكلة تكون عصيّة على الحل. إنه من الممكن تماما القول إن الاتفاق قد عالج بشكل ملحوظ بواعث القلق لدى كلا الجانبين، لأنه لا يتماشى مع الاتجاه العام للصين في تعميق إصلاحها وانفتاحها وتنميتها العالية الجودة فحسب، بل أنه يسهم أيضا في تلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق الصينية والحفاظ على ميزان المدفوعات الدولية. ما تعلمته الصين من توقيع هذا الاتفاق هو أنه كلما كان الوضع أكثر تعقيدا، كلما برزت الحاجة لرباطة جأش أكبر. ويؤكد أيضا أن الصين بإمكانها معالجة أمورها بنفسها. ولكن توقيع اتفاق المرحلة الأولى لا يعني بأي حال من الأحوال، خطوة نهائية، ولا يشير إلى أن الأمور باتت على ما يُرام من الآن فصاعدا. لقد أظهرت التجاذبات والتعقيدات في المراحل المبكرة من المحادثات التجارية أن توقيع اتفاق هو مجرد خطوة إيجابية أولى لمعالجة القضايا الاقتصادية والتجارية بين أكبر اقتصادين بالعالم، والأولوية القصوى الآن هي تنفيذ الاتفاق. هناك قول صيني قديم مفاده أن أي نجاح يعتمد على تحضيرات جيدة. ويجب على بكين وواشنطن الإدراك التام للطبيعة المعقدة والمتشابكة والمُتحدية للقضايا التجارية الصينية - الأمريكية. ويتعين على الجانبين متابعة المبادئ التي حددها رئيسا البلدين، والحفاظ على التعاون الاقتصادي على مسار المنفعة المتبادلة ونتائج الفوز المزدوج، والاستغلال الأمثل للآلية الحديثة التأسيس لمعالجة الخلافات والمنصات الأخرى للحوار، ولقاء بعضهما البعض عند منتصف الطريق الصائب لتسوية القضايا، والانطلاق معا لبداية جديدة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية - الأمريكية للعصر الجديد. في هذا العام، تسعى الصين لتحقيق هدفها بأن تصبح مجتمعا رغيد الحياة على نحو شامل، والقضاء على الفقر المدقع بين مواطنيها. والصين التي تواصل الانفتاح ستقدم إسهامات أكبر للاقتصاد العالمي. وبالتأكيد، أن الصين الأفضل تحتاج إلى عالم أفضل، والصين الأفضل تساعد في تحقيق عالم أفضل.
مشاركة :