المضادات الحيوية هل تجدي في مقاومة الخرف

  • 1/17/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت دراسة أميركية حديثة أن فئة من المضادات الحيوية واسعة الانتشار، يمكن أن تصبح علاجا واعدا لمرض الخرف الجبهي الصدغي. الدراسة أجراها باحثون بكليتي الطب جامعتي كنتاكي وكاليفورنيا في الولايات المتحدة، ونقل نتائجها موقع (مديكال نيوز توداي) البريطاني عن دورية “هيومن موليكولار جينيتيكس” العلمية. وأوضح الباحثون أن الخرف الجبهي الصدغي هو النوع الأكثر شيوعا من الخرف المبكر ويبدأ عادة بين سن 40 و65 عاما، ويؤثر على الفص الصدغي الأمامي والزمني للمخ، ما يؤدي إلى تغيرات في السلوك وصعوبة في التحدث والكتابة وتدهور الذاكرة. ويعاني عدد كبير من مرضى الخرف الجبهي الصدغي من طفرة جينية معينة تمنع خلايا المخ من إنتاج بروتين يسمى “البروغرولين”. واكتشف الفريق أنه بعد إضافة عقار ينتمي لعائلة من المضادات الحيوية تسمى “أمينوغليكوزيد” إلى الخلايا العصبية التي تعاني من هذا التحور الجيني، بدأت الخلايا في إنتاج بروتين “البروغانولين” ما يسمح لها بالتعافي من المرض. ومضادات “أمينوغليكوزيد” هي فئة من المضادات الحيوية تستخدم على نطاق واسع لعلاج مجموعة كبيرة من الالتهابات والجراثيم وخاصة الجراثيم التي تسبب التهاب المسالك البولية والتهابات الدم والعظام والجهاز التنفسي. واكتشف الفريق أن عقار “جنتاميسين” من فئة “أمينوغليكوزيد” كان فعالا في إصلاح الطفرة الوراثية لدى مرضى الخرف الجبهي، بعد إضافته إلى الخلايا العصبية، وأدى إلى زيادة مستويات بروتين “البروغرينولين” إلى حوالي 50 إلى 60 بالمئة. وقال الدكتور ماثيو جينتري، أحد المشاركين في الدراسة، “لدى خلايا دماغ هؤلاء المرضى طفرة تحول دون إنتاج ‘البروغرولين’، واكتشفنا أنه من خلال إضافة جُزَيء صغير من المضادات الحيوية إلى الخلايا، يمكنها خداع الآلية الخلوية لإنتاج البروتين من جديد”. وأضاف أن “هذه النتائج يمكن أن تكون واعدة لتطوير عقاقير جديدة للخرف، تستند إلى الأدوية الموجودة حاليا، حيث لا توجد علاجات فعالة لأي نوع من الخرف حتى الآن”. ويذكر أن دراسة سابقة أفادت أن المضادات الحيوية يمكن أن يكون لها دور مهم أيضا في منع تطور مرض الزهايمر، الذي يستهدف كبار السن عبر تنشيط جهاز المناعة. وأوضح العلماء بجامعة شيكاغو الأميركية في دراستهم التي نشروها بمجلة (سايناتيفيك ريبورت) “أن المضادات الحيوية تلعب دورا مهمّا في تنظيم نشاط الجهاز المناعي للإنسان ليقوم بدوره في مكافحة تطور الزهايمر”. وأجرى الباحثون دراستهم على الفئران وأعطوها جرعات عالية من المضادات الحيوية لفترة استمرت من خمسة إلى ستة أشهر. واكتشفوا أن العلاج طويل الأمد باستخدام المضادات الحيوية ارتبط بانخفاض في مستويات لويحات لزجة في الدماغ تسمّى بروتين “أميلويد بيتا”، تتراكم في الدماغ قبل عقود من ظهور الأعراض.

مشاركة :