تنطلق الشهر المقبل أعمال مركز الحرف والفنون المعمارية في جدة التاريخية (غرب السعودية)، ببرنامج تعليمي وتدريبي في تجديد التراث، وذلك بدعم وزارة الثقافة، وبالشراكة مع مؤسسة أمير ويلز للفنون التقليدية ببريطانيا.وسيتضمن البرنامج تعليم تقنيات الحِرف ومبادئ التصميم المستخدمة في طراز العِمارة التاريخية لمباني «جدة البلد»، ويستند عليها تراثها المعماري كمصدر تعليمي وتدريبي من خلال التحليل والبحث، وكذلك التدريب العملي على المباني في هذه المنطقة، والذي سيقدم للطلاب وللخريجين مسارات مهنية من خلال مشروعات الترميم التي تجريها الوزارة.وسيفتح المركز أبوابه للتسجيل الذي متاح للحرفيين، وطلاب العمارة والفنون، والمهندسين والمصممين، يومي 19 و23 يناير (كانون الثاني) 2020، في برحة نصيف في «جدة البلد» بجوار بيت نصيف التاريخي؛ حيث سيوفر البرنامج الفرص للراغبين في أن يصبحوا مصممين متخصصين في فنون البناء والحرف اليدوية، وسيتخرّج الطلاب منه حاملين لشهادة دبلوم من مؤسسة أمير ويلز للفنون التقليدية.يشار إلى أنه جرى تصميم برنامج التدريب المهني كسلسلة من الوحدات التعليمية التي تتركز في مجموعها على تجربة «ورشة الحرف» و«استوديو التصميم»، وسيتولى الطلاب في نهاية البرنامج العمل على مشروع كبير داخل منازل «جدة التاريخية»، باستخدام معايير منظمة «اليونيسكو» للمواقع الثقافية.ويأتي دعم وزارة الثقافة السعودية لمركز «الحرف والفنون المعمارية» في سياق حرصها على توفير كوادر وطنية مؤهلة تساهم في حفظ العمارة التاريخية والحِرف المرتبطة بها، وتشارك في أعمال الترميم والتأهيل للمباني التاريخية، وذلك عبر منصة علمية توفر تأهيلاً معرفياً عالياً للمواهب الوطنية المتخصصة في المجال.يذكر أن الوزارة قد نظّمت في جدة البلد فعاليات ثقافية نوعيّة، في إطار مشروعها لتطوير المواقع الثقافية والتاريخية وإحيائها، منها «سمبوزيوم البحر الأحمر الدولي للنحت» الذي أثمر عن منحوتات إبداعية مستلهمة من عِمارة «جدة التاريخية»، كما استثمرت مبانيها مثل «بيت نصيف» و«رباط الخنجي» في أنشطة فنية تبرز أصالة المكان وتحتفي بخصائصه المعمارية.
مشاركة :