طهران: قال المرشد الإيراني علي خامنئي أمس إن الحرس الثوري يمكن أن ينقل معركته إلى خارج حدود إيران، في رد فعل على مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في هجوم أمريكي والاضطرابات الداخلية بسبب إسقاط طائرة.وفي أول خطبة جمعة يدلي بها منذ ثماني سنوات خصص جزءا منها للحديث باللغة العربية، قال خامنئي إن الدول الأوروبية «لا يمكن الوثوق بها».وقال خامنئي إن ما أسماه المقاومة يجب أن تستمر «حتى تتحرر المنطقة تماما من طغيان العدو»، في إشارة إلى الولايات المتحدة، مكررا مطالبته القوات الأمريكية بالانسحاب من العراق والشرق الأوسط.ويبدو أن تصريحات خامنئي إشارة إلى مليشياتها وحلفائها في الخارج وخاصة في اليمن والعراق ولبنان بالاستعداد لتوجيه ضربات جديدة للمصالح الأمريكية والغربية، ما سيؤدي في النهاية إلى توتير الأجواء.وجعلت إيران من دول عربية ساحة لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة، ما أضر بمصلحة شعوب تلك الدول التي طالبت في مظاهرات بمواجهة التدخلات الإيرانية.وقال مراقبون إن استعمال خامنئي عبارات حادة ضد الأمريكيين وضد الرئيس ترامب وإطلاق التهديدات يشير إلى الوضع النفسي الصعب للقادة الإيرانيين.ويحاول المسؤولون الإيرانيون التخفيف من وقع تأثير حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية على الوضع الداخلي وخاصة مع استمرار الاحتجاجات الشعبية المنددة بالحادثة وبتورط النظام في كسب عداءات خارجية.واهتزت «القداسة» التي كان يتمتع بها خامنئي على مدى عقود على وقع الأزمات التي تعصف بإيران منذ عام 2018 وعجز النظام الذي توجهه وتديره المؤسسة الدينية عن احتواء تلك الأزمات والتوترات المحلية والدولية.وبدأ الخناق يضيق على المرشد الأعلى في إيران وعلى النظام مع تنامي الاحتجاجات في الداخل وكسر الإيرانيين حاجز الخوف، إذ رفعت شعارات مناوئة لخامنئي ولقادة النظام وسط دعوات إلى رحيلهم وإنهاء عقود من قبضة المؤسسة الدينية على الحكم.
مشاركة :