إمام المسجد النبوي: تفقدوا المحتاجين فما أشد العوز في الشتاء

  • 1/18/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح بن محمد البدير – في خطبة الجمعة – إلى تفقد وتعاهد الأيتام والفقراء والمساكين في فصل الشتاء وتدثيرهم بالأكسية والأردية والأغطية وتزميلهم باللحف والأصواف وإمدادهم بوسائل التدفئة. وقال: الشتاء بحدته وشدته وقسوته فاحترزوا من البرد فإنه يثلج الحيطان ويهدم الأبدان ويهرم الشيخان , وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: ” إن الشتاء قد حضر وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب واتخذوا الصوف شعارا ودثارا فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه “. وأضاف : أيها الآباء والأولياء احنوا على صغاركم وأطفالكم واكسوهم وارحموهم فالرحمة لا تنزع إلا من قلب شقي , وكم من أب هجر أولاده وأمسك عنهم النفقة بسبب خلافه مع زوجته أو مطلقته , لا يكسوهم في صيف ولا شتاء ولا أعياد , ولا يصلهم بنفقة , ولا يعرفهم بإحسان , حتى تصدق عليهم الغرباء والأقرباء , أي قسوة وأي غلظة وأي عقل وأي فكر يحمله ذلك الأب الظالم الجائر الذي أهمل أولاده وقلاهم ورماهم وأشقاهم. وقال : ما أشد أن تعوزك مؤنة الشتاء , وتعسر عليك كسوته , وأنت إليها مضطر ومحتاج , وكم أعوز الفقير وأعجزه عباء أو كساء أو رداء أو لحاف أو غطاء أو دواء له أو لأولاده لم يقدر على ثمنه , فإذا أدفيتم واستدفيتم فتذكروا الضعفاء والفقراء والمساكين , والأرامل والأيتام والمحتاجين. ودعا إمام الحرم إلى تذكر النازحين واللاجئين والمشردين الذين ضربهم الصقيع وحاصرتهم الثلوج وقتلتهم العواصف , وقال : الفقير يئن والضعيف يتسنجد والمضطر يستصرخ ضاقت يداه وعظمت شكواه , واحتل برد الشتاء منزله وبات شيخ العيال يصطلب والمؤمنون أقرب الناس رحمة وشفقة وإحسانا , وأحناهم على يتيم وفقير ومسكين , وأحدبهم على أرملة ومطلقة وضعيف , وأعطفهم على ملهوف وأنفعهم لمكروب ومضطر لا كافي يكفيه ولا مؤي يؤيه. وتابع : تعاهدوهم وتفقدوهم ودثروهم بالأكسية والأردية والأغطية وزملوهم باللحف والأصواف وأمدوهم بوسائل التدفئة , والحنو والشفقة والإحسان من المسلم على أخيه المسلم أعظم دفء لمن لا دفء له , عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له , ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له ” , فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لاحق لأحد منا في فضل “. وفي الخطبة الثانية حذر خطيب الحرم من إبقاء النار في الموقد أو المشعلة أو المجمرة جمرة أو نارا إلا أخمدها وأطفاها في ليل كان أو نهار خشية الاحتراق أو الاختناق فالنار عدو غير مزموم بزمام يتطاير شررها ولا يؤمن لهابها , قال صلى الله عليه وسلم : ” لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون “.

مشاركة :