تشارك السعودية في المؤتمر العالمي للأرشفة الإذاعية والتلفزيونية الذي تنظمه (فيات/افتا) العالمية بالتعاون مع قناة العربية في دبي على مدى ثلاثة أيام. وأوضح عبد الرحمن الهزاع رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون امتلاك التلفزيوني السعودي أرشيفا يتجاوز 350 ألف ساعة تلفزيونية مخزنة إلكترونية، تمثل أبرز المحطات التاريخية للسعودية ونقلاتها النوعية في مختلف المجالات، وكذلك في معظم الفنون على مدى 30 عاماً، إضافة إلى امتلاك الإذاعة تسجيلات إذاعية يعود تاريخها إلى أكثر من 50 عاماً. وبين في ورقة عمل ألقاها خلال المؤتمر، أن الإذاعة السعودية تمتلك أكثر من 500 ألف ساعة إذاعية محفوظة في الأرشيف الإلكتروني. وأضاف الهزاع: "إن التلفزيون السعودي سيكمل العام المقبل نصف قرن منذ بدأ بثه في الرياض وجدة، وسيتم الاحتفال بذلك"، معبرا عن فخره واعتزازه بما لدى الهيئة من قنوات تلفزيونية وطواقم فنية وإدارية ومراكز بث وإنتاج في كل المناطق تجاوز عددها 150 مركزاً. وتحدث عن تراث التلفزيون السعودي في سنواته الأولى، مشيراً إلى أنه كان هناك ضعف في ثقافة الحفاظ على المقتنيات التي كانت مفقودة في سنوات التلفزيون الأولى، وأن من أسباب ذلك قلة الإمكانات الفنية ومحدودية أماكن التخزين. وأكد الهزاع أن وضع التخزين للأرشيف كان ضعيفا، ولتدارك الأمر تم التعاقد في عام 2008، أي بعد مرور نحو 40 عاماً على قيام التلفزيون حينها، مع إحدى الشركات الفرنسية المتخصصة لتنفيذ مشروع متكامل لأرشفة المواد الإذاعية والتلفزيونية. وأشار إلى أن مشروع الأرشفة اكتمل الآن وتم نقل نحو 270 ألف شريط، بما يزيد على 350 ألف ساعةً تلفزيونية، إضافة إلى نصف مليون ساعة إذاعية. وقال رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون: "لم يكن الأمر سهلاً، فقد كانت هناك عدة عقبات حالت دون تنفيذ المشروع بطريقة سليمة وهي: سوء التخزين، حيث كان يتم حفظ الأشرطة في أماكن تفتقر إلى التكييف المناسب مما ترتب عليه التعامل معها بطريق علمية معقدة، وعدم وجود معلومات كافية على كل شريط تبين ما يحتوي عليه وتاريخ تسجيل المادة، وكذلك تعدد أصناف الأشرطة بين (أفلام سينمائية 2 بوصة وواحد بوصة ويوماتيك وبيتاكام)، إضافة إلى تعدد مناطق التخزين في محطات البث التلفزيوني في مدن المملكة، وعدم وجود المختصين في المكتبات الأرشيفية". وشدد على أن جميع هذه المشكلات والصعوبات يتم الآن دراسة أفضل الحلول لها، وسيتم قريبا تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع الأرشفة للمواد المسموعة والمرئية في هيئة الإذاعة والتلفزيون، وفي هذه المرحلة سيتم زيادة الطاقة الاستيعابية للتخزين وإعادة تسجيل بيانات إدخال المواد بتفاصيل أكثر، إضافة إلى ربط الأرشيف بجميع المحطات والإدارات المختصة داخل الرياض وخارجها. واعتبر الهزاع أنه من الضروري لأي محطة إذاعية أو قناة تلفزيونية من التفكير والتخطيط لحفظ جميع المواد منذ اللحظة الأولى لانطلاق الإشارة، وأن الاهتمام بالأرشفة الحديثة لا يقل في أهميته عن الاهتمام بالخريطة البرامجية والتجهيزات الفنية، فعبق الماضي ورائحته هو المتنفس الذي نستنشق فيه حياة الحاضر ونستشرف فيه المستقبل، لافتاً النظر إلى أهمية الجدية والتنظيم في حفظ الماضي حتى يتم الحصول عليه اليوم والاستفادة منه في الغد.
مشاركة :