تونس- قنا: أعلنت تونس اليوم، اعتذارها عن عدم حضور مؤتمر برلين حول ليبيا ، بعد دعوة متأخرة تلقتها من ألمانيا . وأعربت وزارة الخارجية التونسية، في بيان لها، عن" شكرها وامتنانها للدعوة التي تمّ توجيهها، أمس الجمعة، إلى رئيس الجمهورية قيس سعيّد، من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر". وأرجعت الوزارة قرار عدم المشاركة في مؤتمر برلين إلى "ورود الدعوة بصفة متأخرة، وعدم مشاركة تونس في المسار التحضيري للمؤتمر الذي انطلق منذ شهر سبتمبر 2019، رغم إصرارها على أن تكون في مقدمة الدول المشاركة في أيّ جهد دولي يُراعي مصالحها ومصالح الشعب الليبي الشقيق، واعتبارا لحرصها الثابت على أن يكون دورها فاعلا كقوة اقتراح، إلى جانب كلّ الدول الأخرى الساعية من أجل السلم والأمن في إطار الشرعية الدولية". وقالت "إنّ قرار تونس بعدم التمكّن من الاستجابة للدعوة الألمانية للمشاركة في هذا المؤتمر خاصة وأنّ لها مصلحة مباشرة في إحلال الأمن والسلم في ليبيا الشقيقة، علاوة على كونها عضوا غير دائم في مجلس الأمن ورئيسة الدورة الحالية للجامعة العربية، سوف لن يُثنيها عن مواصلة مساعيها الحثيثة والمتواصلة للمساهمة في إحلال السلام في ليبيا وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأشقاء الليبيين". ونوه البيان بأن" تونس التزمت منذ اندلاع الأزمة في ليبيا، بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية لهذا البلد الشقيق وحرصت دائما على التدخل بالحسنى لتشجيع الحوار بين مختلف الأطراف الليبية وهي لا تزال تتمسك بهذا التوجه.. كما أن تونس لم تغيّر من ثوابت موقفها المبدئي تجاه الأزمة الليبية والقائم على التمسك بالشرعية الدولية والوقوف على نفس المسافة من كافة الفرقاء الليبيين وضرورة إيجاد حلّ سياسي نابع من الإرادة الحرة لليبيين أنفسهم، بعيدا عن التدخلات الخارجية التي أضرت بالشعب الليبي منذ 2015، وذلك بالرغم من أنّ تونس من أكثر الدّول تضرّرا من تأزم الأوضاع في ليبيا". وجاء أيضا في البيان أن "الأحداث في 2011 أثبتت أنّ تونس كانت المقصد الرئيسي للأشقاء الليبيين والملاذ لآلاف النازحين من الجنسيات الأخرى وبالتالي فإنّ زعزعة الأوضاع في ليبيا تعتبر مسألة أمن قومي بالنسبة إلى تونس وسيظلّ الشعب الليبي دوما مرحّبا به تحت أيّ ظرف في بلدهم تونس، من منطلق الأخوة وحسن الجوار والتاريخ المشترك". وأضافت الخارجية في بيانها أن تونس، "مع مراعاتها لمبادئ القانون الدولي الإنساني، قد تضطرّ إلى اتخاذ كافة الإجراءات الحدودية الإستثنائية المناسبة لتأمين حدودها وحماية أمنها القومي أمام أيّ تصعيد محتمل للأزمة في ليبيا"..موضحة أنّ "تونس التي تتمسك دائما بالسلم والأمن الدوليين، لا يمكن إلاّ أن تُثني على أيّ مسعى من أجل تحقيق هذا الهدف وتُقدّر عاليا الجهود التي بذلتها السيدة المستشارة الألمانية". يُذكر أن رئاسة الجمهورية في تونس لم تعلن عن الدعوة التي تمّ توجيهها، أمس الجمعة، إلى رئيس الدولة، من المستشارة الألمانية، للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر.
مشاركة :